منتديات دمت
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه .

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات دمت
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه .
منتديات دمت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» برنامج الحماية من الفيروسات المجانى العملاق avira antivir personal
مصطلح "المنطقة العربية" Empty14/04/14, 04:17 am من طرف a.k.

» قبيلة الواقدي في عمار
مصطلح "المنطقة العربية" Empty20/11/13, 10:53 pm من طرف ابن السعيده

» ( تعز وعمار) اوجه الشبة بين القبائل والقرى والحصون :
مصطلح "المنطقة العربية" Empty17/11/13, 06:57 am من طرف مسعد الكشادي

» الطموح السياسي لرئيس الغرفة التجارية بمحافظة الضالع
مصطلح "المنطقة العربية" Empty31/10/13, 10:11 pm من طرف بنت الورد

» بشرى الى كل مرضى البرص او البهاق علاج فعال %100
مصطلح "المنطقة العربية" Empty24/09/13, 08:47 pm من طرف mohammed22

» الثورة اليمنية وعبده الجندي
مصطلح "المنطقة العربية" Empty20/09/13, 05:08 pm من طرف عابر سبيل

» اخوان دمت والاصلاح
مصطلح "المنطقة العربية" Empty28/07/13, 06:48 pm من طرف بنت الورد

» برنامج الإتصال المجاني tango وصل للكمبيوتر‏
مصطلح "المنطقة العربية" Empty27/04/13, 03:00 am من طرف مطعم الذيب

» "سكايب" يتعاون مع الأجهزة الحكومية للتنصت على المكالمات
مصطلح "المنطقة العربية" Empty27/04/13, 02:45 am من طرف زائر

صور الاسماك باليمن fish_of_yemen.pdf - 1.97 MB

أنت زائرنا رقم
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 483 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو قارئ فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 652 مساهمة في هذا المنتدى في 392 موضوع
تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 



مصطلح "المنطقة العربية"

اذهب الى الأسفل

مصطلح "المنطقة العربية" Empty مصطلح "المنطقة العربية"

مُساهمة من طرف الطير المهاجر 06/03/10, 11:08 am

كتب:
نوال السباعي


"المنطقة العربية" مصطلح أصرّ على استعماله بديلا عن مسمى "الأمة العربية" ، منذ سقوط بغداد مطلع القرن الواحد والعشرين على يد الغازي الأمريكي الطامع ، بالتعاون مع فئات لا يستهان بها من الشعب العراقي الذي كان مسحوقا بين كماشتي استبداد السلطة وارتكاس الشعب! وكلاهما مرضان يستويان في القبح والتوحش ينتشران انتشار النار في هشيم مختلف مجتمعات بلدان هذه المنطقة الممتدة من البحرين على شواطئ "الخليج الإسلامي" شرقا وحتى طنجة على ضفاف الأطلسي غربا ، فما يصنعه المستبد بالشعب ، أي شعب ، من سلب للحريات ، وامتهان للكرامة ، وتدمير لإنسانية الإنسان ، يستوي بما يفعله الشعب بنفسه وبأفراده !.
كارثة الاستبداد لا تصاب بها إلا الأمم التي ارتكست إلى الأرض ورضيت لنفسها الدنية ، وباتت حياتها سلسلة بشعة من الانبطاحات والهوان والذل والسكوت على الظالم ، سواء أكان أبا ووالدا أو أخا كبيرا في الأسرة ، أو شيخا ومعلما في المسجد والكنيسة والمدرسة ، أو بائع خبز أو فول في الحارة ، أو شرطيا أو قاطع تذاكر في الحافلة ، أو مقدم برنامج في الإذاعة والتلفزة ، أو مسئول "أمن" مخابراتي أو حكومي .
سلسلة الظلم لا تحكم خناقها حول الأعناق حتى تكتمل حلقاتها في دورة كاملة ، من أهم مراحلها وأكثرها لفتاً للنظر انحناء الأعناق صاغرة لتطوق بها !.
يعتبر الظلم والاستبداد اليوم صفتين لازمتين لدى الإشارة إلى "العرب" بشكل خاص في محافل السياسة والفكر والأدب والثقافة والبحث في العالم ، وإلى المسلمين بشكل عام ، لكن الربط بين العرب والإسلام منتسبين إلى صفتي الاستبداد والظلم بهذه الطريقة حقيقة مشوهة دأب الغرب على التعامل معها وكأنها حقيقة ثابتة ، فلا العرب هم المسلمون ، ولا يمثلون وحدهم الإسلام ولا المسلمين على سطح هذه الأرض، ولا هم وحدهم سكان هذه المنطقة من العالم ، وذلك على الرغم من أنهم بلغتهم القرآنية ، وانتمائهم الحضاري التاريخي العريق كانوا ومازالوا عنصرا إنسانيا هاما من مكونات "الأمة الإسلامية " تشترك معهم في ذلك وعلى قدم المساواة كل الشعوب التي تقطن المنطقة ، تتحدث العربية الفصحى ، وتتمسك بالأسس الأخلاقية الإنسانية لتلك الحضارة ، سواء أكانت عربية أم غير عربية ، وسواء أكانت مسلمة أم غير مسلمة.
لا يشكل "العرب" في المنظومة الإسلامية العالمية أكثر من 10% من مجموع المسلمين في العالم ، حسب جميع الإحصائيات الرسمية والغير الرسمية ، العالمية منها والعربية ، مسلمو الهند فقط يفوق عددهم أعداد البشر الذين يقطنون "المنطقة العربية" التي يسكنها العرب والأكراد والتركمان والشركس والأمازيغ ، وغيرهم كثير من الأقليات العرقية ، كما أن هؤلاء الأقوام المتواجدين في المنطقة العربية لا يدينون جميعهم بالإسلام ، وإنما بالإسلام والنصرانية واليهودية ، وبعض الديانات القديمة التي مازال أهلها متمسكين بها في بعض بلاد الشام وفي جنوب السودان واليمن ومناطق أخرى ، فضلا عن الطوائف المتعددة المشتقة والمنشقة عن الرسالات الإلهية الثلاث الرئيسية ، والتي من أهمها الشيعة والدروز والنصيريين والإباضيين ، وعشرات من الفرق الدينية المنتشرة في مختلف دول المنطقة .
ولقد عانى أتباع كل هذه الرسالات والأعراق والطوائف في زمن ما من تاريخ المنطقة من الاضطهاد والإقصاء والتغييب والتعذيب ، واختصر بعض غير المنصفين تاريخ هذه المنطقة من العالم إلى تاريخ حروب دينية طاحنة ، بل أبعد من ذلك لقد ارتكزت المخططات الغربية المعروفة لإقامة دولة "إسرائيل" اليهودية في فلسطين ، بشكل أساسي على هذه الفسيفساء الدينية والعرقية في منطقة "الشام" بالذات ، وهي التي تضم تاريخيا وجغرافيا سوريا والأردن وفلسطين ولبنان ، والتي أصبح اسمها في قواميس اليوم السياسية والإستراتيجية "منطقة الشرق الأوسط" ، ثم ألحقت بها دوائر الدول الحدودية معها فأصبحت واسمها "الشرق الأوسط الكبير"!.
بعد سقوط بغداد الأخير أصيبت "الأمة" بزلزال عنيف ، زلزال في قناعاتها ، زلزال في رؤيتها لنفسها ، زلزال في تصورها لماضيها وحاضرها ، زلزال في وعيها لوجودها ، وإدراك أبعاد هويتها ، لقد كان الغزو الغربي للعراق بمثابة الصفعة الأخيرة التي تلقتها "الأمة" على وجهها لتستيقظ من سباتها ، ولكن في نفس الوقت ليقف الدور التهريجي الرنان الذي كان يقوم به بعض أصحاب السلطات السياسية والعسكرية "الثورية" عن طريق جيوش من مرتزقة السلطة من أصحاب الفكر والقلم ، ممن كانوا يتحدثون ليلا ونهارا من خلال إعلام موجه مدروس لترسيخ الفكر القومي ، لأمة عربية واحدة ، ذات رسالة خالدة ، خطاب دءوب اختزل وجود المنطقة كلها في "الأمة القومية" التي بدا أن محورها الرئيس هو "القضية الفلسطينية" التي سُلخت مع الوقت عن "الأمة الإسلامية"..
وأصبحت أيام النكسة قضية خاصة بالعرب وحدهم لا علاقة لإيران ولا تركيا ولا أفغانستان ولا باكستان بها!!، وذلك قبل أن تنتقل في مرحلة الحرب الأهلية اللبنانية فتصبح جزءا من مسألة أسموها "الشرق الأوسط" ، ومن ثم لتدخل في أوسلو قوقعة "الفلسطنة "! فتكون قضية خاصة بالفلسطينيين وحدهم ، بعد أن ترَسَخ تقطيع أوصال البلاد ، وحيل بين اتصال العباد فيها ببعضهم البعض ، ووقفت جيوش مسلحة باسم "القضية العربية الأولى" لتحرس الحدود أن تخرقها مجرد ذبابة تزعج بطنينها الكيان الإسرائيلي المغتصب ! ..
وأخيرا وتتويجا لهذه السلسلة صارت قضية فلسطين حكرا على السلطة الوطنية الفلسطينية ، قبل أن تعود إلى الحضن العربي والإسلامي إبان الانتفاضة الأخيرة ، لتدخل من جديد وعلى هامش هذا المخاض الشديد دوامة الصراع الفلسطيني "القومي – الإسلامي"، الذي يمثل وبصورة استثنائية وبامتياز حالة الصراع الأساسي في هذه المنطقة من العالم خلال القرن العشرين .
بينما كانت الحكومات الثورية التقدمية تقوم بذلك الدور مدّعية دفاعها عن "القضية" محاولة تعريب المنطقة عن طريق سحل وتمزيق وإبادة الأقليات العرقية ودمجها إرغاما في بوتقة "مجتمع عربي" يحاول أصحاب السلطة المهيمنة فيه اجتثاث الانتماء العرقي من قلوب الناس بقوة النار والحديد ، بعيدا عن مكونات الهوية الحقيقية التي تجمع كل شعوب المنطقة في بوتقتها ، كانت الطائفية تشق طريقها لتأخذ دورا بالغ الخطورة في بعض دول المنطقة ، حيث كان الترويج للفكرة القومية يقوم بدور خفي في التمكين لهذه الطائفة هنا ، ولتلك العقيدة هناك ، ويذبح طائفة هنا ويمكنها من مقاليد الحكم هناك ، سائرا بالمنطقة نحو هاوية حقيقية نعيش اليوم بعض ملابساتها فيما قبل السقوط الأخير .
في الآن ذاته كان جناح "الأمة " الآخر يدندن دون هوادة حول مسمى "الأمة الإسلامية " التي ذابت في بوتقة الحديث عنها قضية فلسطين ذاتها ، فأصبحت واحدة من سلسلة طويلة من القضايا الإسلامية التي مافتئ الإعلام الإسلامي يصر على "الندب" المتواصل عليها ، وليس إلا أن تسمع بعض خطب الجمعة من بعض أهم المنابر الإسلامية الرئيسية في المنطقة قبل خمسة عشر عاما ، حتى تتأكد من هذه الحقيقة ، لقد كانت قضايا شعوب إسلامية كأفغانستان والشيشان وكشمير والبوسنة والهرسك وكوسوفا بالنسبة لهذه الدول تساوي القضية الفلسطينية ، بل تتفوق عليها في الأهمية ، ولقد كان بعض هؤلاء الأئمة يدعون لهذه الشعوب بالفرج والنصر والتمكين ، بينما لا يرد اسم فلسطين إطلاقا في خطبهم ولا في دعائهم ، الأمر الذي اختلف جذريا بعد انتفاضة الأقصى الأخيرة ، وبعد سقوط برجي نييورك يوم الحادي عشر من سبتمبر ، حيث توقف الدعاء لهذه الشعوب الإسلامية المنكوبة ليحل مكانه الدعاء للمستضعفين في الأرض بشكل عام ، ولأهل فلسطين ، وأحيانا العراق بشكل خاص! .
لقد وصل هذا الصراع العقائدي بين الطرفين ذروته في زمن غابت فيه القيادات الشعبية عن الساحة تماما ، وباستثناء العلامة الدكتور القرضاوي فقد غابت كذلك القيادات الفكرية الدينية القادرة على صياغة نظريات جديدة للأمة في هذه المنطقة ، تخرج الناس من هذا التخبط والضياع ، الذي تجلى بانهيار القناعات القومية لدى شرائح واسعة من مؤيديها ، وانتهاز الأقليات الدينية والعرقية فرصة غزو العراق للاستعانة بالغازي الدخيل للخروج من النفق الذي وضعتها فيه الأنظمة الثورية القومية باستعمالها وسائل غير إنسانية لفرض صيغة قومية في منطقة تسكنها عشرات القوميات ، في الوقت الذي فشل فيه الإسلاميون من جهتهم وفي منطقة "الشرق الأوسط" على وجه التحديد في تقديم أي بديل سياسي أو فكري ، أو أية حلول ناجعة للمشكلات الاجتماعية الخطيرة التي تعاني منها هذه المنطقة ..
وتجلى ذلك كله في صراع مرير على السلطة بين الجهتين ، صراع تمخض بعد نصف قرن من المذابح المتبادلة بين السلطة والمعارضة ، عن دخول المنطقة كلها في متاهة البحث عن الهوية ، بينما تدار هناك على الأرض المقدسة معركة حقيقية بين الإسلاميين والقوميين ، أدت بهما إلى تقسيم ما تبقى من فلسطين ، ليس بأيد إسرائيلية صهيونية ، ولا بمؤامرة غربية صليبية ، ولا شرقية شيوعية ، ولكن بأيد فلسطينية – فلسطينية ، في سياق البحث عن الذات .
حالة فلسطينية لم تكن ولن تكون قط خاصة بأهل الأرض المحتلة ، ولكنها حالة منطقة كاملة ، تمور بدياجير الأفكار التي أكل عليها الدهر وشرب ، دون أن تتمكن من العثور على بصيص نور يمكنها من إعادة رسم معالم هويتها بعد قرن كامل من رحلة عسيرة شاقة للبحث عن مخرج.
ونعود إلى مصطلح " المنطقة العربية " فنقول : إنه يقصد به المنطقة الممتدة جغرافيا من البحرين والإمارات العربية المتحدة على شواطئ "الخليج الإسلامي" – لا العربي ولا الفارسي- شرقا ، حتى المملكة المغربية وموريتانيا على ضفاف المحيط الأطلسي غربا ، ومن سورية وتونس شمالا إلى السودان وجزر القمر جنوبا ..
هذه المنطقة التي كانت ومازالت تحتل مكانا جغرافيا مرموقا بين القارات الثلاث من حيث المعابر المائية الرئيسية في الاتصالات البحرية ، والتي تشتمل على جزء من أكبر ثروات العالم المادية من البترول والغاز الطبيعي والكوادر البشرية الشبابية ، وقد كانت مهدا للرسالات الإلهية الثلاث الرئيسية في العالم ، والتي قلبُها الأرض المقدسة فلسطين وفيها القدس الشريف ، حيث هاجر موسى وولد عيسى وأسري بمحمد .
هذه المنطقة التي كانت وخلال ألف عام منطقة جغرافية متصلة ، تتبع سلطة سياسية واحدة ، وتنقسم إلى عدة مناطق جغرافية معروفة تاريخيا : أرض الحجاز ، العراق ، اليمن، بلاد الشام ، مصر ، وشمال إفريقية ، وبلاد المغرب ، مقاطعات ، جعلها الاستعمار دولا مستقلة ، بعد أن قام بتقسيمها بمسطرته وقلمه الأحمر-الأزرق السايكس بيكوتي ذاك!! ومازال فعل التقسيم وإرادته سارية المفعول لم تتوقف منذ ستين عاما حتى الساعة ، بجهود دءوبة لاقتطاع المزيد ، وتقسيم المزيد ، وتمزيق المزيد من هذه المنطقة ، بدءا بتبعيتها لهذا المستعمر أو ذاك ، وانتهاء بالأعراق التي تنتمي إليها شعوب تلك المنطقة أو تلك ، الأكراد والتركمان في الشرق ، والأمازيغ وعرب الصحراء في الغرب ، أو بالطوائف والمذاهب والرسالات التي تتبعها المجموعات البشرية المقيمة حول الأرض المقدسة على وجه التخصيص ، إمعانا في منح "إسرائيل" ، شرعية وسط دويلات يراد لها أن تقام على أسس طائفية دينية صرفة، فدويلة يهودية لا تثير الكثير من التساؤلات وسط بحر هائج مائج من دويلات سنية وشيعية ونصيرية ودرزية وقبطية ، هذا إن لم نتحدث عن دويلات كردية وأمازيغية وتركمانية و..و..إلى آخر هذه السلسلة من الفسيفساء الدينية والعرقية التي كانت خلال ألف وأربعمائة عام مصدرا للتعددية والحوار والتعايش والتعاون والنمو وإثراء الحضارة الإنسانية في المنطقة ، وأصبحت الآن معول هدم وتمزيق وتفتيت وبلاء ودمار.
هذه المنطقة يجمع شعوبها من المحيط إلى الخليج على اختلاف أعراقهم ولغاتهم ولهجاتهم ورسالاتهم الإلهية وطوائفهم ومذاهبهم واتجاهاتهم ، يجمعهم أمران اثنان : ثقافة واحدة ، ولغة رسمية واحدة ، يلحق بهما عامل ثالث لعب دورا تاريخيا عجيبا ، قديما وحديثا في جمع شعوب المنطقة عليه ، ألا وهو وضع مدينة القدس الشريف ، والمقدسات الدينية فيها .
أما عن الثقافة السائدة في هذه المنطقة ، فلا يمكننا بحال من الأحوال أن نسميها من الناحية العلمية " ثقافة عربية " ولا "ثقافة إسلامية" ، ولكنها ثقافة خاصة بهذه المنطقة من العالم تشكلت خلال مئات الأعوام من انصهار مختلف ثقافات الشعوب التي دخل معظم أفرادها في الإسلام ، وأهم العناصر الرئيسية في تكوين هذه الثقافة كان العنصر العثماني "التركي" ، والعنصر الكردي، والعنصر العربي.
وكما يعرفها "فتح الله كولون" في كتابه "حضارتنا ونحن نبني" ، فإن الثقافة أو "الخصوصية الثقافية" عند شعب من الشعوبهي (جميع الأحوال أو معظم السلوكيات الفردية والجماعية التي يعبر بها هذا الشعبعن : قيمه الأخلاقية ، وملاحظاته العقائدية ، وأفكاره عن الوجود والإنسان والمخلوقات،أو بمعنى آخر : إن الخصوصية الثقافية لشعب من الشعوب هي المجموع العام لنتاجالفكر والفن والعرف والعادة والتعامل المستحصل على مرّ التاريخ في إطار الالتزامبالحس القومي أو الملي - الديني -) ، إنها (مجموع نظم التصرفات الاجتماعية والأخلاقية التي أوجدها شعب أثناء تاريخه، وجعلها بعداً من أبعاد الوجود"القومي" أو "الملي" -الديني - ، فتحولت مع الثبات وعدم الرغبة أو القدرة علىالتطوير إلى مكتسبات في اللاشعور أو الضمير الجماعي لهذا الشعب ) .
ولو أننا استعرضنا أوضاع الناس في المنطقة العربية على مختلف مشاربهم وانتماءاتهم العرقية والدينية لوجدناهم جميعا يفكرون بنفس النمط العام ، مع وجود الاختلافات الطبيعية من منطقة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر ومن طبقة اقتصادية إلى أخرى ، ويتصرفون بنفس الأبعاد الثقافية السلوكية المنتشرة من أبو ظبي والمنامة والدوحة ومكة المكرمة وسائر بلاد الشام ومصر وشمال افريقية وصولا إلى طنجة والدار البيضاء ومكناس ونواكشوط!! ، نفس النسق في التفكير والسلوك والتزام العادات والتقاليد العامة ، التي وعلى العكس من كل ما يمكن للمراقب الدارس أن يتوقعه لا تمت إلى الإسلام بصلة في غالبيتها العظمى !! ..
إنها ثقافة منطقة عاشت تحت حكم العثمانيين ومن قبلهم المماليك ، ومن قبلهم الأكراد ، ومن قبلهم العرب ، في إطار الحضارة الإسلامية ألف قرن ومائتا عام ، قبل أن تنتقل إلى حكم الغازيين الأوربيين الذين كان تأثيرهم في طرق تفكير الناس وسلوكياتهم أكبر بكثير مما يمكننا أن نتصور أو نعترف !!.
لن أدخل هنا في الآثار السلبية والايجابية التي حملتها ثقافات هؤلاء الأقوام إلى اللحمة الإنسانية الموجودة في المنطقة العربية ، فصاغت منها جميعا الثقافة المعاصرة التي يُعرف بها سكان المنطقة ، لأن مدار الحديث مقتصر على العوامل التي تجمع وتميز سكان هذه المنطقة ، وليس دراسة العناصر المدمرة أو البناءة التي خلفتها هذه الثقافات مجتمعة على إنسان ومجتمعات المنطقة.
هذه الثقافات التي تمددت على حساب تراجع المدّ الحضاري الإسلامي في المنطقة بأبعاده الفكرية-الفلسفية و الأخلاقية-الإنسانية ، مع التقاعس المدمر الذي شهدته في مجالات التفكير والفلسفة والآداب والفنون ، والضمور المحزن المؤلم للعلوم الإنسانية ، وخاصة علوم النفس والمجتمع والتاريخ والترجمة والتربية، وقد لعب ثبات هذه الصيغة الثقافية المعاصرة وعدم وجود الرغبة أو القدرة على التغيير والتطوير والغربلة ، دورا خطيرا في اتجاهين متعاكسين ، أولهما إيجابي يظهر في توحيد نمط التفكير لدى كل الشعوب التي تقطن المنطقة العربية على اختلاف الدين والعرق والتوجه السياسي والانتماء الجغرافي المحلي، وثانيهما سلبي ويتمثل في ارتكاس متواصل للإنسان والمجتمعات - في ظل الاستبداد والظلم "الثقافيين" السائدين- نحو وضع غير إنساني وغير أخلاقي في هذه المنطقة ، وكلاهما يلعب اليوم دورا استثنائيا في تميز المنطقة عالميا حيث لصقت بها صفات التخلف والانحطاط تستوي في ذلك حكوماتها ومجتمعاتها وإنسانها.
العامل الثاني في الأهمية ، والذي يأتي في المرتبة الأولى من حيث تشكيل الصياغة الواحدة للمنطقة العربية ، إنما هو اللغة العربية الفصحى ، لغة القرآن الكريم ، والتي تتميز جميع دول المنطقة بالتزامها لغة رسمية فيها ، هذه اللغة التي عجز الغزو الأوربي وخلال المائة عام المنصرمة عن تفتيتها إلى "لهجات رسمية" كان يرغب في جعلها لغات محلية تُكتب وتُقرأ ، ومازالت جامعات معروفة وعريقة في أوربا ، ومنها على سبيل المثال بعض جامعات مدريد ، تصر في مناهج كليات الاستشراق والدراسات الإسلامية فيها على ترسيخ هذه الفكرة في رؤوس الطلبة ، وحمل كثير منهم على إجراء الدراسات والبحوث اللازمة لنقل هذه الفكرة إلى حيز التطبيق الفعلي ما استطاع القوم إلى ذلك سبيلا .
لقد صمدت اللغة العربية الفصحى في وجه كل العواصف والأعاصير والزلازل بفعل الكتاب العظيم الوحيد والفريد من نوعه على مر العصور وكرّ أيام التاريخ ، وإذا كانت أمة كالإسبانية تستمد مصداقية وحدتها من كتاب "دون كيخوتة" الذي ألفه "ميغيل دي ثيربانتس" كتاب صمد خمسمائة عام حفظت به اسبانيا لغتها الواحدة ، أمام تحدي وتصدي مختلف اللغات الاسبانية المحلية كالكاتالانية والغاليثية والبالنثية والباسكية ، حيث تستخدم في تلك المقاطعات الاسبانية كلتا اللغتين في الكتابة والحديث ، ومازالت الحرب دائرة على أشدها بين تلك المقاطعات وبين الحكومات الإسبانية المركزية في محاولات دءوبة للانفصال الثقافي واللغوي عن إسبانية الأم ، فكيف بالمنطقة العربية وجميع دولها تعتمد لغة "القرآن" لغة رسمية وحيدة في البلاد ، هذا الكتاب الذي حفظ اللغة العربية وحفظ معها لهذه المنطقة من العالم هويتها "العربية" .
وعلى الرغم من أن جناح الأمة الشرقي أصبح يتحدث الانكليزية انبطاحا ورضوخا بين يدي الغزاة والمهاجرين ، وجناحها الغربي مافتئ يتغنى ويفكر بالفرنسية تحت وطأة الاستعمار الذي لم يخرج قط من بلادنا إلا صوريا ، وعلى الرغم من الأمية ذات الثلاث شعب المستفحلة في طول المنطقة العربية وعرضها ، وغزو الفضائيات بحلوها ومرها هواءنا وفضاءنا وعقولنا، فإن أحدا ما لا يستطيع أن يؤدي صلاة دون أن يقرأ الفاتحة بلغة عربية سليمة ، وإن العامل الأساسي الأول في حفاظ أية أسرة " عربية" مسلمة أو غير مسلمة على هويتها في الغرب إنما هو تعلم لغة القرآن ، إذ يتعلم أبناء المهاجرين من جميع الرسالات الملل والنحل والأعراق في الغرب ، اللغة العربية كشرط لازم للحفاظ على الهوية .
المنطقة العربية إذن هي هذه المنطقة من العالم التي تمتد من المحيط الأطلسي إلى الخليج الاسلامي ومن البحر المتوسط إلى الصحراء الإفريقية ، والتي تلتزم جميع دولها وشعوبها اللغة العربية كلغة رسمية للبلاد كتابة وقراءة وتؤدى بها عبادات الأكثرية ، والتي تسود مجتمعاتها ثقافة خاصة تميزها عن غيرها من ثقافات العالم اليوم ، إنها هذه المنطقة التي يلعب فيها هذين العنصرين – الثقافي واللغوي- دورا تجميعيا هائلا ، لا ضرورة فيه ولامعه لإنكار الأصول العرقية والانتماءات الدينية المختلفة لعشرات الجماعات والأقوام الذين يشكلون مجتمعين بهذين العنصرين سدة ولحمة العنصر الإنساني فيها .
هذا العنصر الذي يمكنه أن يعيش ويتعايش ضمن بوتقة مفهوم معاصر عن المنطقة العربية ، يبحث في أسس حضارية واحدة تضم الجميع ولغة واحدة يكتب بها ويقرأها الجميع – من غير الأميين الذين تتجاوز نسبتهم في المنطقة العربية ال70%- ، في إطار هوية معاصرة لا يمكن معها إلا لإسرائيل وحدها أن تكون جسدا سياسيا واجتماعيا وثقافيا غريبا على المنطقة.
مراجعات ومصطلحات:
يعتبر "المؤتمر القومي – الإسلامي" الذي ولدت فكرته على هامش ندوة الحوار القومي الديني التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية بالقاهرة عام 1989م بتطور منتدياته وانعقاد دوراته المتلاحقة ، واهتمام شخصية كالعلامة المجدد الدكتور يوسف القرضاوي به ، ومعه كوكبة من النخبة في الفكر والعمل الإسلامي والقومي والنضالي الجهادي ، من المسلمين السنة والشيعة وغيرهم ، ومن النصارى ومن مختلف الاتجاهات العرقية والدينية والفكرية والسياسية في كثير من بلدان المنطقة ، يعتبر هذا المؤتمر بعنوانه وأهدافه ، وتطور أعماله حتى الساعة ، ردا في غاية من الأهمية على الأوضاع المزرية التي تعيشها المنطقة العربية سياسيا واقتصاديا وثقافيا وإنسانيا من جهة ، واستجابة ضرورية للطرح التفتيتي الدءوب للمنطقة على هامش القضية الفلسطينية ، وما استجد من عودة الاستعمار العسكري إلى المنطقة العربية ، واستئناف إسرائيل لدورها التأديبي الاستئصالي الإبادي لكل من حاول من شعوب المنطقة أن يقف على قدميه في حركة مقاومة.
لعلنا ضيعنا خمسين عاما في صراعات قومية -إسلامية لا تسمن ولا تغني من جوع ، الإسلاميون في المعارضة العنيفة والعمل السري وثقافة الموت ، والقوميون في السلطة وثقافة الاستبداد والأرض المحروقة ! ، الإسلاميون اليمينيون الإقصائيون في السلطة ، والقوميون في العمل السري التدميري ! وبين هؤلاء وهؤلاء وتبادل الأدوار فيما بينهما إذاعات تجعجع ، وكتاب يشرعون الأقلام لتأجيج نيران التفرقة والتشرذم ، ودول عظمى استخدمت هذا الصراع لإدارة حروبها الباردة ، التي كانت باردة وفقط في أراضيها ، بينما النار تأكل الأخضر واليابس في أراضينا ، والأرواح تُحصد بالآلاف في أرجاء هذه المنطقة ودون هوادة ولا رحمة ، وحروب أهلية لم يسقط القناع عن وجهها المخيف إلا في لبنان ، بينما كانت تجري لدى تخومه أعمال وفظائع بين السلطات والمعارضات يندى لها الجبين ، فمن معارضة تفجر وتقتل ودون رحمة المئات ، إلى حكومات تدك بعض "المخيمات" أو المدن التي أعلنت الثورة بالدبابات والطائرات المقاتلة ، إلى سلطات تستأصل قبائل كاملة وتدفنها حية بسبب أن أحد أبنائها قد أعلن العصيان ، إلى معارضات تجرأت على الحرم المكي تستعرض عضلاتها في ساحاته المقدسة ، فظائع شاركنا جميعا في التفكير بها والصمت عنها ثم في التستر عليها ، وعدم ذكر أصحابها بأسمائهم ، ليس خوفا منهم ولكن حفاظا على ما تبقى من لحمة لهذه المنطقة ، وليس جبنا أمام الوقائع المتواترة الثابتة ، ولكن استنقاذا للبقية الباقية من فسحة الأمل بتغيير تحقن فيه الدماء ويكون فيه للحوار مكان .
يخطئ كل من يظن أن العلة كانت دائما في الاستعمار ومؤامراته ، أو في استبداد الحكام بالعباد والبلاد في المنطقة العربية، يخطئ في اتجاهين ، الأول: في صرف النظر ودائما عن الجرثومة الحقيقية التي تنخر في جسد المنطقة، والثاني في خرق أهم سنة إنسانية تاريخية من سنن التغيير الاجتماعي والفكري ، وهي الالتفات نحو الذات واتهامها.
في جلسة فكرية بحثية استثنائية جمعتني مع أستاذ جامعي كان من أهم أقطاب التيار الإسلامي الكويتي ، قبل عشرة أعوام ، ومن حيث لم يرد.. أيقظ الرجل لديّ ضرورة البحث حول دور كل من الإسلاميين والقوميين في الحال الذي وصلت الأمة إليه اليوم، وذلك في معرض عشرة أسئلة طرحها علي حول الفئتين ، ولم يعجبه ما توصلت إليه في تلك الجلسة بالغة الأهمية ، فكتب بعد أيام مقالا مطولا استخدم فيه كل المعطيات الفكرية الهامة والخطيرة التي توصلنا إليها ليؤكد على الظلم التاريخي الذي لحق بالإسلاميين في المنطقة العربية!! ..
هذه العقلية الانتهازية الاستفزازية ، التي تنتشر بين كثير من الإسلاميين في المنطقة العربية ، والتي تتجلى في أوضح صورها في الإعلام الإسلامي المكتوب والمسموع ، عملت على تدمير مصداقية المرجعية الفكرية الإسلامية لدى فئات لا يستهان بها من شعوب المنطقة ، والمرجعية الفكرية الإسلامية شيء ، والهوية الدينية للشعوب شيء آخر كما هو بديهي!.
القوميون في السلطة ، كانوا من الدموية والتوحش والإجرام بمكان فاق قدرة الناس على استيعاب ما يجري ، لقد استخدمت الحكومات التي نعتت نفسها بالأوصاف الثورية والتقدمية والقومية العربية ، كل وسيلة ممكنة لسحل الآخر وإقصائه بعيدا عن الإنسانية والمنطق والأخلاق ، وسخرت سطوة الإعلام الجبارة لغسل العقول وصياغتها بما يتوافق مع النظرية القومية العربية التي فرضت فرضا بسلطة إرهاب الدولة على الرقاب ، معتقلات وسجون تشيب لهول ذكرها الولدان ، وخوف وقمع وإبادة لكل من يفكر مجرد تفكير في دحض أو تغيير أو نقد ، ليس دحض وتغيير ونقد الفكرة القومية أو العروبية ، ولكن دحض وتغيير ونقد الحاكم ، لقد انتقلت الأنظمة الثورية القومية من ساحة النضال القومي من أجل القضية إلى ساحات الاستبداد الموغل في الإجرام على كل صعيد من أجل الاستئثار بالكراسي.
ولم تكن الأنظمة الغير القومية والغير الثورية أفضل حالا على الإطلاق فيم يتعلق بمعاملة شعوبها ولا باستئثارها بالكراسي ، ولكنها كانت أقل حظا في ساحة الإعلام ، التي ربحتها الأنظمة الثورية بفضل طول جعجعتها فيم يتعلق بالقضية الفلسطينية ، حتى تم افتضاحها عشية تلك النكسة الحزيرانية ، التي نالت فيها المنطقة رجفة وإصابة قلبية دماغية لم تخرج منها إلى اليوم.
إنها مراجعات على غاية من الأهمية ، لا يمكن أن تنجز في مقال فكري ، ولا في مائة بحث أكاديمي قانوني قضائي، ولكن لابد من الإشارة إليها في معرض الحديث عن مصطلح "المنطقة العربية" اليوم ، هذا المصطلح القديم الجديد ، بالغ الأهمية والضرورة ، في عالم المصطلحات التي تسبح اليوم في فلك إعلامنا وأدبياتنا ، وآبار جامعاتنا المعطلة عن الإنتاج ، على الرغم من وجودها في قصور مشيدة وحدائق صامتة.
المراجع لوثائق المؤتمر "القومي – الإسلامي" ، يذهل أمام تعويم المصطلحات ، "الأمة العربية" ، "الأمة الإسلامية" ،" الأمة العربية الإسلامية" ، "القومية" ، "الإسلام" ، "الديمقراطية" ، "الثقافة" ، "الحضارة"، "الثورة" ، "الحركة" ، "المرجعية" ، "الهوية" ، كمٌ هام من المصطلحات التي استخدمت ، ولكننا لا نجد لها تأصيلا ، ولا ضبطا ، بحيث تشكل مرجعية حقيقية لفهم السياق العام ، وهذا أمر لا يختص به المؤتمر المذكور ، ولكنه عام في كل أحوالنا السياسية والفكرية والفلسفية والإنسانية ، لكن اللافت للنظر فيم يخص المؤتمر القومي الإسلامي هو اهتمامه الكبير بالشكليات والهياكل ، واعتماد وثائقه ونصوصه على التعويم العام لهذه المصطلحات ، بحيث انقلب هو الآخر ليصبح مؤسسة إضافية من مؤسسات المنطقة العربية التي تقتصر مهامها على إصدار بيانات الشجب والإدانة في مختلف مناسباتهما!! ، لكن مثل هذه الملاحظة الضرورية ، لا تنقص من الأهمية البالغة لمثل هذا المؤتمر في سياق بحث المنطقة العربية عن الذات فيم بين القرنين ، إذ يكفي اسم هذا المؤتمر ليكون عنوانا لورقة عمل استثنائية للبدء في مشروع تفكير فلسفي ضخم لإعادة تعريف المصطلحات ، ومن ثم صياغة الرؤى الضرورة لتوليد نظرية حقيقية علمية تقوم عليها البنى الفكرية السياسية في المنطقة العربية خلال المرحلة المعاصرة .
عندما أقول : إن "القرضاوي" كان مجددا لا أقصد التجديد في فهم الدين ووضع الفتاوى المعاصرة الشجاعة الملائمة لمتطلبات الناس ، ولكنني قصدت بذلك تجديد الفكر الإنساني والاجتماعي والفلسفي الخاص بالإنسان في هذه المنطقة من العالم ، لقد جاء العلامة القرضاوي بنظرات على غاية من البساطة حلّ من خلالها مسائل معقدة ومعلقة في المنطقة منذ 100عام ، وأخرى انغلق فهمها على الناس اليوم تعلقت بمسائل تعود إلى قرون ! ..
وبينما بنت المسألة القومية العربية جدليتها القمعية والاستئصالية على وضع النصارى العرب ، يأتيك القرضاوي بنظريته لفهم العلاقة بين المسلمين والنصارى في المنطقة العربية حيث يقول : " إنهم إخواننا في الإنسانية ، نصارى الدين ، مسلمو الثقافة " ، وكذلك نظرته للحروب الصليبية ووضع نصارى العرب في هذه الملحمة التاريخية ، إذ يفند : " الصليبيون هم الفرنجة الغزاة ، أما نصارى المنطقة فهم أهلها وأصحابها وقد دافعوا عنها ضمن من دافع ضد الغزو الصليبي" وقد أمسك الكاتب الفذ الدكتور " وليد سيف " ، والمخرج المبدع " حاتم علي" بالخيط من الدكتور القرضاوي ليخرجا على العالم بمسلسل "الناصر صلاح الدين الأيوبي" ، الذي اعتمد بشكل كبير على هذه النظرة القرضاوية للعلاقة بين النصارى والمسلمين في المنطقة العربية ، فكان لهذا المسلسل دورا غير مسبوق في بناء تصور فكري جديد في المنطقة حول هذا الموضوع – من جهة المسلمين على الأقل-، التقطتها منه هوليود وسرقت فكرته وأنتجت فيلم " مملكة السموات" ، واستضافت فيه أحد أبرز الممثلين في مسلسل صلاح الدين الأيوبي!!.
المشكلة لا تكمن في إنشاء مؤتمر يجمع القوميين والإسلاميين "لجسر هوة الخلاف التاريخية ، والتوصل إلى توافق على المستقبل " كما تكرر في وثائق المؤتمر القومي الإسلامي ، ولكن في قدرتنا على التغلب على ضبابية الرؤية لدينا ، وشجاعتنا الحقيقية في اعترافنا بفشل هذه المشروعات إسلامية كانت أم قومية في التعبير عن إرادة الشعوب التي تنتمي إلى قوميات ورسالات دينية وطوائف شتى في المنطقة العربية أولا ، وفي التحدي الكبير الذي ينتظرنا في إعادة غربلة الفكر القومي والفكر السياسي الإسلامي المعاصرين ، والعمل على إنتاج فكر تجديدي حقيقي وصياغة نظرية سياسية اجتماعية جديدة تأخذ بعين الاعتبار مقومات وحدة شعوب هذه المنطقة ، في نفس الوقت الذي لا تضرب فيه صفحا على الخصوصيات القومية والدينية والعرقية لمختلف هذه الشعوب التي طالما تعايشت في سلام وتعاون تحت ظل القيم الحضارية الإسلامية الواحدة التي يرضاها الجميع ، ولطالما كتبت وقرأت وأدت عباداتها باللغة العربية الوحيدة التي تضم الجميع.
المصدر : موقع التاريخ
الطير المهاجر
الطير المهاجر

عدد الرسائل : 34
نقاط : 97
تاريخ التسجيل : 11/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى