الوزير.... معالي

من طرف بنت الورد 02/10/10, 01:37 am

ما أن يعين الشخص وزيرا حتى تبرق عينيه وتنفتح شهيته، وتطول قائمة طلبات عائلته وتنهال عليه التهاني والاتصالات ، معالي الوزير .. فخامة الوزير ..، الوزير الموقر ..، وتتكاثر التوصيات، ولو أنه كلف نفسه ثواني من الوقت للبحث عن كلمة وزير في القاموس اللغوي لوجد إنها مشتقة من كلمة الوزر وهو الأثم، فمن توزر وزارة فقد توزر إثما إلا من رحم ربي، فبابه موصد أمام جميع المعاملات والطلبات العاجلة، وخروجه من الباب الخلفي ، وحضوره في الحادية عشرة وانصرافه في الثانية عشرة ( يستعد للصلاة ) وقته ضيق أمام صاحب الحق والحاجة، وفي وقته متسع للمستشارين والضباط والشيوخ وأعضاء مجلس النواب، أليس في كل ذلك أوزارا، فبم يفرح الوزير، وقد تحمل أوزار القوم، وبات ليله يخشى ضياع الوزارة، ويخاف ذهاب الشهرة، وأرقه دعاء المستضعفين والمظلومين، ليت الوزير علم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول: (من بات آمناً في سربه معافى في بدنه يملك قوت يومه.. فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)، حينما حضرت الوفاة عبد الملك بن مروان سمع حازم الصبان يردد الشعر ويغنيه فسئل من هذا الذي يغني ؟ فقيل : أنه حازم الصبان، فقال: ليتني مكانه، فقيل لحازم ذلك الكلام فقال حازم: الحمد لله الذي جعلهم يتمنون مكاننا حينما يموتون ولا نتمنى مكانتهم عند الموت، فهل من متعظ؟