حكايات من دمت(الجزء الاول)

من طرف بنت الورد 30/09/09, 03:09 pm

من ذكريات والدتي حيث كانت تزور منطقة دمت في صغرها مع والدها/ الفقيه صالح أحمد سعيد الطيب ووالدتها/ بنت محسن الكريت رحمة الله عليهما، في الأربعينيات والخمسينيات، قادمين من قرية المنزل، عزلة عجيب، مخلاف عمار.
عرفت منطقة دمت منذ القدم بحماماتها البركانية الساخنة وكون قرى المناطق الوسطى باردة على مدار السنة وشديدة البرودة شتاء فقد اعتادت الكثير من العائلات ( من عمار وخبان والشعر والعود والرياشية ومريس ورداع وجبن وحجاج والمحرم ....) اعتادت على الزيارات الموسمية (شتاء) لمنطقة دمت لكي تعيش اياما في الغالب لاتزيد على شهر ينعمون فيها بالاستحمام بالمياه الدافئة والتجوال في أدغال دمت والتي كانت في السابق تشبه غابات الأمازون فالمنطقة مغطاه بجميع أنواع الأشجار من قبيل حرضة القاضي حتى قرية رباط الحرازي، بالاضافة إلى وجود العديد من الحيوانات المختلفة، وفي المساء يجتمعون ليتبادلون القصص القديمة ويناقشون مستجدات الوطن حتى يصلوا إلى ذكريات زمان صباهم وما عاشوا به من أحداث جميلة ولحظات رائعة أصبحوا يتمنون عودتها، وأناس افتقدوهم ويتطرقون أحيانا إلى الحديث السياسي ليناقشوا أوضاع البلد في ظل الأئمة في الشمال والحكم الإنجليزي في الجنوب، وشرائعهم في قضاء يريم والنادرة والرضمة وقعطبة... حتى يصلوا إلى سيرة الإمام وحاشيته ثم يختموا لإمامهم بالدعاء ليذهبوا إلى فراشهم مبكرين كعادة أهل اليمن سابقا قبل مجيء القنوات الفضائية، وذلك لكي يستيقظوا قبل صلاة الفجر فأمامهم يوم حافل بالاعمال الكثيرة أولها وأهمها صلاة الفجر ثم تعمل النساء الصبوح ( الفطور ) كالملوح أوالسباي أو المعصوب من البر البلدي والسمن والعسل البلدي أيضا، والقهوة التي يعملونها بالجمنة من البن أو قشوره وقد يكون الفطور مكونا من الشتيح أذا وجدوا اللبن من أهالي المنطقة الذين يقطنون في القرى المجاورة للحمام ويأتون إلى وديانهم فيلتقون مع الزائرين ويتم التعارف وتبادل الحديث والحكايات فيما بينهم، ولا ينسى الزائرون لمنطقة الحمام
( في الأصل إسمها الحمام وأصبحت حمام دمت نسبة إلى قرية دمت وكنا نطلق عليها نحن طلاب وطالبات مدرسة النهضة دمت الجديدة لكي نميز بيننا وبين زملاءنا الذين هم من قرية دمت فنسمي الحمام دمت الجديدة وقرية دمت بدمت القديمة)، ولا ينسى الزائرون أن يقطعوا أعواد الخزج ويجففوه ليحملوه إلى بلادهم علفا لأغناهم وأبقارهم وقد أنقرض الخزج في أواخر الثمانينيات ولم نعد نراه في منطقة دمت، كما يقتلعون جذور القرض ويسمونها الحمري ويستخدمونها في تدخين أوعية اللبن والسمن ( الدبي والأكواز) وقد كان الزائرون لدمت في العقود السابقة يحملون معهم كل ما يحتاجونه من الطحين والسمن والبهارات، والمريسي والأواني الفخارية ( العاشري والحرضي والجمنة والمحسى والصياني ...)أما التنور والموقد فيتم صناعتهما فور وصولهم منطقة دمت، أما الحطب فيجمعوه من المنطقة الغنية بجميع أنواع الأشجار، وما فاض على حاجتهم عادوا به إلى بلادهم على ظهور الجمال والحمير التي أتوا عليها، أما السكن فكانوا يتخذوا من كهوف الحرضة وربيبة الكبيرة سكنا لهم.
يتبع ....

من طرف الطير المهاجر 12/10/09, 02:58 am

نادراً ما نجد من يدون مثل تلك المذكرات بمثل هذه المصداقية والمعلومات القيمة وهذا ما جذبني الى المنتدى ، مجهود طيب ومنتدى ناشئ نتمنى للمشرفين والادارة التوفيق واعتقد انكم بحاجة الى الدعم والمساندة للنهوض فأقبلونا كمساهمين وناقدين ولكم الشكر ....

من طرف بركان دمت 21/10/09, 12:09 pm

حكايات من دمت اثارة اشجاني فليتنا نعيش كما عاش الذين من قبلنا من حياة الدعة والطمأنينة والاخوة والايثار ونقاء السريرة وحب الارض وحفظ العرض وزمان يا يمن وزمان يا دمت ..... ننتظر الجزء الثاني بشوق كبير

من طرف الطير المهاجر 21/10/09, 02:24 pm

البركان كتب:
حكايات من دمت اثارة اشجاني فليتنا نعيش كما عاش الذين من قبلنا من حياة الدعة والطمأنينة والاخوة والايثار ونقاء السريرة وحب الارض وحفظ العرض وزمان يا يمن وزمان يا دمت ..... ننتظر الجزء الثاني بشوق كبير
لكل جيل حياته الخاصه ....... وكل جيل يتحسر على ماضية ولا ندري من الصواب جيل النواره ام جيل النيون لكن اهم ما نتحسر علية مكارم الاخلاق والقيم والعادات والتقاليد التي افتقدناها .............

من طرف الرداعي 11/10/10, 02:04 am

ماضيهم رائع ومشرق وحاضرنا مظلم ، فماذا سنسطر للأجيال القادمة من ماض وحضارة

من طرف ابوعدنان حيدرة 20/10/10, 06:33 pm

شكرالك يابن الرداعي على هذه المساهمة القيمةعن دمت فقد حركت المياه الراكدة في قلبي وذكرتني كيف كانة دمت بالستينات التي كنا فيها صغاروكانة سوق المنطقة باكملهاكنا نتسوق مع الكبار
لالشي بس نفتخر انحن عرفناحمام دمت كانة دمت في ذالك الوقت لاتوجدبهاالا السمسرةواربعة او خمسةاكواخ من احجار السيل ومن القش اي اغصان الاشجاروكان يوجدبها بعض المقاهي البدائيةوكانت تصنع وجبات متواضعة ولذيذةلاتوجد في ايامناهذه كان هنالك بعض الدكاكين التي
كنانعتبرهامحلات تجاريةضخمةنصفهالزملائنا
عند عودتناالى القريةوخاصة الذين لايعرفون التسوق فيءحمام دمت حيث بدات
بالتمددفي كل الاتجاهات وزياده باتجاه الانصاع جنوباًًولكن للاسف لم يتم الاهتمام بهذه المدينة الجميلةمن جهةالمسئولين حيث اهملت وبرغم موقعها الرائع وما حباها الله سبحانه من جمال وفائدةعلاجية وسياحية
اصبحة الان تنحدرالى قريةعاديةحتي الكهرباء ترى بعض القرى توجد عندهم الكهرباءبصورة منتضمةوكذالك خدمات المياه الى كل بيت امامدينة الحمام الجميلةفهي مشبعة بالقاذورات والمستنقعات والاتربةالمحملةبكل انواع الامراض للاسف مدينة جميلةلكن وين الخدمات الصحيةوالمياه والكهرباءيافصيح لمن تصيح الشكوى لله[b]

من طرف الرداعي 02/03/11, 12:15 am

نطالب بالجزء الثالث ضروري

من طرف بنت الورد 02/03/11, 12:25 am

كنت اريد نشر جميع الاجزاء ولكن قد تسرق كما سرقت مواضيعي الاولى وليس في اليمن اي حماية للحقوق الفكرية

حكايات من دمت(الجزء الاول)

حكايات من دمت(الجزء الاول)

رد: حكايات من دمت(الجزء الاول)

موضوع شيق

رد: حكايات من دمت(الجزء الاول)

رد: حكايات من دمت(الجزء الاول)

رد: حكايات من دمت(الجزء الاول)

رد: حكايات من دمت(الجزء الاول)

رد: حكايات من دمت(الجزء الاول)