المواضيع الأخيرة
أنت زائرنا رقم
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 483 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو قارئ فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 652 مساهمة في هذا المنتدى في 392 موضوع
مدينة جبلة
صفحة 1 من اصل 1
مدينة جبلة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
جبلة ثجة اليمن، وعروس
المرتفعات اليمنية الملتحفة بالضباب، ترسم لوحة بديعة باللون الأخضر الدال على
التفاؤل والخير والسلام.. وهي فردوس الطبيعة اليمنية التي تثير في النفس تساؤلات
شتى حول إعجاز الطبيعة الخلابة التي حباها الله بها.
شاعرية الطبيعة الدافقة في
جبلة، حيث المكان يسربله الضباب، وتخترقه إشعاعات الشمس لتعكس ألوان الطيف على
فضائه الرحب بلمسة سحرية حانية على كل جبلة، لتواصل رسم اللوحة البديعة بكل
الألوان، لتبدو في الأخير إحدى عجائب اليمن الخضراء.
عروس المدائن الخضراء "
جبلة " المزروعة في قلب اليمن النابض بالخير، تروي ظمأها مياه الأمطار، وتختزن أعلى
منسوب لمياه الأمطار في اليمن، كأنما تشير إلى أنها ما تبقى من " سبأ " ومن جنائن
أفلتت من عَرمِ.
جبلة الخضراء.. جبلة التاريخ.. وجبلة المكان، ترتدي حلة سندسية
على مد البصر مطرزة بدرر المواسم وعطاء الوديان الفياضة على مدى العام " البن،
وسنابل الحبوب المختلفة، وحدائق من فاكهة وأبا.. حيث غصون القنا وتغاريد طيور الجنة
في الوديان، تحفة الطبيعة في سواقي جبلة والجنان، حيث شواهد حضارة حميرية عظيمة
عاصمتها ظفار، ومشهد الحضارة الصليحية، وبقايا زمن ذهبي ظل ينضح فكراً وثقافة
وتنمية وانفتاحاً في مدينة جبلة.
هناك عند مدخل المدينة يرقد دار عز بقايا
أطلال تربعت على عرشه أول ملكة يمانية في التاريخ الإسلامي، وشهدت نبوغ ملكة
أسطورية وثبت لتلم شتات السعيدة، بعد أن تناثرت دويلاتها آنذاك، موحدة السهل،
الجبل، البحر، والصحراء.. ورسخت مجد دولة كبرى امتدت من حدود مكة إلى حضرموت، ومن
عدن إلى صعدة، أنها الملكة سيدة بنت أحمد الصليحي، التي تناقلت حكايتها كتب التاريخ
عبر كل الأجيال.
وجبلة المتخمة بأسطورة التاريخ الحضاري والخضرة الدائمة في قلب
السعيدة، تقع في موقعٍ هام يتوسط أهم مديريات محافظة إب المطرز بحبات سقطت من
جنان.
تقع مدينة جبلة على بعد حوالي 7 كيلو مترات جنوب غرب مدينة إب، وتبعد
عن العاصمة صنعاء حوالي 200 كيلو متر، وترتفع عن مستوى سطح البحر (1350متراً ) وتقع
على هضبة مسطحة في السفح الشمالي من جبل التعكر على وادي ضيق متخذة شكلاً نصف دائري
بمحاذاة الوادي.. وكان يطلق عليها في القديم اسم " مدينة ألنهرين " لأنها تقع وسط
نهرين كبيرين مياهما دائمة الجريان على مدار العام.
وتعتبر مدينة جبلة من أجمل
المدن اليمنية وأطيبها هواءً بل هي نسمة من نسمات سحر الطبيعة، وربة حسن المدائن
اليمنية، ومركز إشعاع علمي على مدى عمرها القديم، وإحدى ملهمات الأدباء والكتاب
اليمنيين الذين تغنوا بجمال طبيعتها ورقة هوائها وعذوبة مائها.
وتتميز مدينة
جبلة بتنوع مناخي وجغرافي بديع، فمناخها معتدل إلى دافئ صيفاً وبارد شتاءً في
مرتفعاته الجبلية الخضراء، وموسم الأمطار فيها أطول المواسم وأغزرها، كما تشتهر
بالزراعة وتمتلك العديد من المواقع السياحية المنتشرة في أنحاء متفرقة إلى جانب
مواقعها التاريخية العريقة من قبل عصور الإسلام.
وتعد من أهم مناطق الجذب
السياحي ،لتوفر الغطاء النباتي على معظم المدينة الذي تتميز بأخضرار وجمال آخذ
بلباب العقل في معظم فصول السنة، بالإضافة إلى وجود الأشجار المعمرة مثل أشجار
السدر، القرض، السمر، الطلح، والآراك، والصبار ،والتين الشوكي، والآثل، ولاتخلو هذه
الأماكن من حيوانات برية محدودة الأنواع والكميات في المناطق الجبلية
والمرتفعات ومن بينها الارانب وأنواع من الزواحف ، والطيور النادرة ..
وشهد
تاريخ هذه المدينة قيام الدولة الصليحية على يد الملك علي بن محمد الصليحي وكانت
صنعاء عاصمتها وبعد وفاته تولى السلطة ابنه المكرم بن علي محمد الصليحي وخلال حكمه
ظهرت زوجته سيدة بنت أحمد الصليحي تشاركه الحكم قبل أن يؤول إليها الحكم، فبعد وفاة
المكرم تولت زوجته سيدة بنت أحمد الصليحي الحكم، واختارت مدينة جبلة التاريخية
عاصمة
للدولة، وحققت خلال حكمها الذي استمر /53/ عاماً نجاحاً باهراً نظراً لما
عرف عنها من عدل وسداد في الرأي.
وكانت ولادة الملكة سيدة الصليحي في العام 444
هـ، وقد كفلها الملك الكامل علي بن محمد الصليحي وزوجته الملكة أسماء بنت شهاب،
ودرست الأدب حتى أصبحت كاتبة فذة، وعرفت بأنها ذات سياسة ودهاء.. وتزوجت من الملك
المكرم بن علي بن محمد الصليحي، وأنجبت له أربعة أولاد، هم علي، محمد، فاطمة، وأم
همدان، ونظراً لحكمها العادل ومعرفتها الفائقة بأحوال الناس ساعدها على إدارة شئون
مملكتها بحنكة واقتدار حتى وصلت إلى قلوب
رعاياها، وأصبح أهل اليمن يحبون
مخاطبتها بلقب الملكة بلقيس الصغرى لرجاحة عقلها وحسن تدبيرها.
وقد استمدت قوة
مملكتها واستثنائية عصرها من اهتماماتها الانسانية التي سبقت عصرها فقد عملت على
بناء البنية التحتية للنهوض الحضاري في الجوانب التعليمية من خلال بناء المدارس في
كل المدائن والأطراف، كما منحت رعاياها حرية الاعتقاد والفكر والثقافة، وساوت بين
حقوق الناس في شتى الفئات والاجناس والمذاهب وشيدت العمائر الدينية وصرفت الاموال
الطائلة من اجل العلم، واهتمت بالتجارة والزراعة والطرق، ولم تغفل عن
المجالات
العسكرية، إذ قامت بترميم الحصون الصليحية في قمم الجبال،وعملت على توسيعها وشيدت
القلاع ووسعت المواني البحرية ،واهمها ميناء عدن.. كما اهتمت بوضع كثير من أوقاف
المملكة لخدمة وترميم منشآت العلم ومساعدة المشتغلين فيه من المدرسين
والطلاب.
وظلت توزع شعاع حضارتها على كل اليمن حتى طوى التاريخ في العصر الوسيط
صفحات مضيئة خلدها التاريخ لا تزال اشعاعاتها تلمع في كل تراب اليمن ووجدان اهلها
متذكرين 53 عاماً من حكم مليكتهم الصليحية سيدة بتداء من 1085 وحتى 1138م
.
وتمتلك مدينة جبلة عددا من المواقع والمعالم الاثرية والتاريخية التي تشكل
جزءاً هاماً من المنتج السياحي والثقافي والطبيعي، أهمها جامع الملكة سيدة، والقصر،
والنفق الأرضي السري الذي كان يربط بين القصر وحصن التعكر، والسواقي القديمة والسوق
القديم ، وكلها تعود الى عهد الملكة سيدة بنت احمد الصليحي.
وتعتبر هذه المعالم
شواهد بارزة لعصر تاريخي، كما انها تشكل عامل جذب سياحي كبير .
ويقول مدير عام
إدارة الإعلام بمديرية جبلة عبد الواسع السقاف " كان يوجد في هذا القصر القائم على
بقايا اطلال دار العز او قصر العز، وكانت تسمى بدار السلطنة وقيل أنها كانت مكونة
من 360 غرفة أي بعدد أيام السنة وقد اتخذته السيدة اروى مقراً لحكمها ولا تزال
بقايا هذا الدار قائمة حتى الان" .
اما جامع الملكة فيقع فوق تل مرتفع وله
مئذنتان يعود اقدم تاريخ للمئذنة الشرقية إلى عام 747 هـ ،اما المئذنة الغربية فهي
اكثر تقادماً من الشرقية ويرجح انها تعود للقرن الخامس الهجري ،لما بها من زخارف
معمارية مماثلة لما عرف في الدول الفاطمية، وينسب بناء الجامع إلى الملكة سيدة بنت
احمد ولايزال قائماً ومحتفظاً بعناصرة المعمارية والزخرفية.
وتخطيط الجامع
مستطيل الشكل يتوسطة فناء مكشوف ،أبعاده (20 متراً في 80ر17 متراً )وتحيط به اربعة
أروقة ،رواق القبلة ،وهو الرواق الشمالي الذي يمتد من الشرق على الغرب ويدخل هذا
الرواق من خلال خمسة مداخل في الضلع الجنوبي ويتكون هذا الرواق من اربعة بلاطات
بواسطة اربعة صفوف من الاعمدة المرتفعة بعضها مثمن الشكل وبعضها مستطيلة الشكل هذه
الاعمدة مستطيلة وتوجد مصنفات خشبية يعود تاريخها الى القرن الخامس الهجري ،الحادي
عشر الميلادي ،وقد جدد بنائها عام 1358 هجرية ،اما الرواق الجنوبي يتكون من بلاطة و
احده وبجداره مدخلان يتم الوصول من خلالهما على المطاهير والحمامات
الموجودة..
فيما الرواق الشرقي ،يتكون من بلاطتين ترتكز عليها اعمدة مدببة
،والغربي يتكون من بلاطتين وفي الجهة الجنوبية من الجدار الغربي توجد ردهة تستخدم
حاليا مكان لتحفيظ القرأن الكريم ،فيما المحراب يقع في منتصف الجدار ،يعلوه عقد
مدبب محمول على عمودين عليهما زخارف نباتية وهندسية ويحيط بالمحراب كتابات بالخط
الكوفي .
ضريح
الملكة
ضريح الملكة يعتبر من اضرحة القرن السادس عشر الهجري واهمها على الإطلاق
باعتباره الأثر الباقي من أضرحة الدولة الصليحية وقد بنى كما أمرت الملكة سيدة بنت
أحمد الصليحي ، ويقع في الركن الشمالي الغربي من الجامع بمدينة جبلة.
ويشير
السقاف الى إن الملكة أمرت ببناء دار العز الأول كجامع في عام 480 هجرية ،وبه ضريح
الملكة وقد استثنت موضع ضريحها من بناء الجامع واشارت لذلك في وصيتها ،وقد دفنت في
جامعها بذي جبلة أيسر القبلة في منزل متصل بالجامع وكانت هي التي تولت عمارته وهيأت
موضع ضريحها به.
وتزين واجهة الضريح عناصر معمارية عبارة عن دخلات على هيئة
محاريب مجوفة عددها في الجدار الشرقي أربعة دخلات والجنوبي دخلتان ويبلغ عرض
الواحده منها 60 سنتيمتر بعمق 10 سنتيمتر وقد فتح مدخل في الجدار الجنوبي للضريح
،فيما العناصر الزخرفية ،تنقسم إلى كتابية وخرفية ،الكتابية يزين جدران الضريح من
الخارج زخارف كتابية بالخطين الكوفي والنسخ ،وبالحفر البارز المزهر ،على مهاد من
التفريغات النباتية الجصية البديعة التكوين وقد نفذت بالزخارف بالبارزه فوق مستوى
الارضية ورسومها والتفاف حركاتها"..
وقال مدير ادارة الاعلام بمدينة جبلة :" وقد
راعى الخطاط أن تكون التكوينات الزخرفية النباتية خفيفة المظهر على تلك الزخارف
وهذه الكتابات تمثل اطار يدور حول واجهتي الضريخ ومكتوب عليه أيات قرأنية ،كما يزين
الضريح من الأعلى شريط كتابي نفذ بخط النسخ على أرضية حمراء وهو من اعمال التجديدات
التي طرأت على الضريح اذ تتشابه كتابة هذا الشريط مع الشريط الكتابي المؤطر للباب
والي يوجد به آيات قرآنية كما زينت واجهة الشريط في الجهة الجنوبية منطقة مستطيلة
الشكل زينت بتكافة "لاإله إلا الله ،محمد رسول الله ".
فيما الزخارف النباتية
تمثل زخارف احادية وثنائية وثلاثية وخماسية اضافة الى المرواح النخيلية وانصافها
وأشكال الورود المتعدده البتلات إلىجانب السيقان والفروع النباتية والتي نفذت
بالنقش على الجص وبالحفر البارز وتنتشر هذه التكوينات الزخرفية بين كوشات عقود
الدخلات المجوفة على شكل أشرطة رأسية وأهم تلك الزخارف عبارة عن فخارية كبيرة تنصف
الواجة الواجهة الشرقية للضريح وقوام زخرفتها عبارة ان اوراق ثلاثية وخماسية الفصوص
داخل اطار مزدوج.
متحف الملكة الصليحية
متحف الملكة الصليحية يوجد بجوار بقايا دار العز،
ويتكون من عدد من الغرف الصغيرة التي يضمها مبنى قديم ربما كان من ملحقات دار العز
الذي يتكون من عدة طوابق.
ويضم المتحف اجزاء من الادوات والنماذج التي كانت
مستخدمة في زمن الملكة اروى مثل ادوات الحرب والأكل والزراعة والحدادة والنجارة
ومختلف المهن في ذلك العصر الذهبي الذي وصلت فيه الحرف الفنية الى اعلى درجات
ازدهارها، بالإضافة إلى نماذج تصور طرق التدريس والمناهج التي كانت تدرس في عصر
المكلة، وكل ذلك كان مصحوباً بتعلقيات تبرز تاريخ الملكة والأدوار التي قامت بها
طيلة 53 عاماً من حكمها لليمن بما في ذلك حياتها الخاصة واقوالها ووصاياها.
ورغم
تواضع المتحف الا انه يظهر جزءاً كبيرا من الجانب التعريفي لهذه الملكة لكل زائر
وسائح .
هذه هي جبلة خلاصة قصيدة خضراء، وتقاسيم وجد تعزف سيمفونية عشق
جماعية تترافقها الأداء سفوح ووديان، شجر وغصون، وحمائم وطيور لتبدو معاً في تناغم
فريد، تردد هذا النغم والألحان الطبيعة الربانية على مدى تاريخها العابق بالحضارة.
منقول
جبلة ثجة اليمن، وعروس
المرتفعات اليمنية الملتحفة بالضباب، ترسم لوحة بديعة باللون الأخضر الدال على
التفاؤل والخير والسلام.. وهي فردوس الطبيعة اليمنية التي تثير في النفس تساؤلات
شتى حول إعجاز الطبيعة الخلابة التي حباها الله بها.
شاعرية الطبيعة الدافقة في
جبلة، حيث المكان يسربله الضباب، وتخترقه إشعاعات الشمس لتعكس ألوان الطيف على
فضائه الرحب بلمسة سحرية حانية على كل جبلة، لتواصل رسم اللوحة البديعة بكل
الألوان، لتبدو في الأخير إحدى عجائب اليمن الخضراء.
عروس المدائن الخضراء "
جبلة " المزروعة في قلب اليمن النابض بالخير، تروي ظمأها مياه الأمطار، وتختزن أعلى
منسوب لمياه الأمطار في اليمن، كأنما تشير إلى أنها ما تبقى من " سبأ " ومن جنائن
أفلتت من عَرمِ.
جبلة الخضراء.. جبلة التاريخ.. وجبلة المكان، ترتدي حلة سندسية
على مد البصر مطرزة بدرر المواسم وعطاء الوديان الفياضة على مدى العام " البن،
وسنابل الحبوب المختلفة، وحدائق من فاكهة وأبا.. حيث غصون القنا وتغاريد طيور الجنة
في الوديان، تحفة الطبيعة في سواقي جبلة والجنان، حيث شواهد حضارة حميرية عظيمة
عاصمتها ظفار، ومشهد الحضارة الصليحية، وبقايا زمن ذهبي ظل ينضح فكراً وثقافة
وتنمية وانفتاحاً في مدينة جبلة.
هناك عند مدخل المدينة يرقد دار عز بقايا
أطلال تربعت على عرشه أول ملكة يمانية في التاريخ الإسلامي، وشهدت نبوغ ملكة
أسطورية وثبت لتلم شتات السعيدة، بعد أن تناثرت دويلاتها آنذاك، موحدة السهل،
الجبل، البحر، والصحراء.. ورسخت مجد دولة كبرى امتدت من حدود مكة إلى حضرموت، ومن
عدن إلى صعدة، أنها الملكة سيدة بنت أحمد الصليحي، التي تناقلت حكايتها كتب التاريخ
عبر كل الأجيال.
وجبلة المتخمة بأسطورة التاريخ الحضاري والخضرة الدائمة في قلب
السعيدة، تقع في موقعٍ هام يتوسط أهم مديريات محافظة إب المطرز بحبات سقطت من
جنان.
تقع مدينة جبلة على بعد حوالي 7 كيلو مترات جنوب غرب مدينة إب، وتبعد
عن العاصمة صنعاء حوالي 200 كيلو متر، وترتفع عن مستوى سطح البحر (1350متراً ) وتقع
على هضبة مسطحة في السفح الشمالي من جبل التعكر على وادي ضيق متخذة شكلاً نصف دائري
بمحاذاة الوادي.. وكان يطلق عليها في القديم اسم " مدينة ألنهرين " لأنها تقع وسط
نهرين كبيرين مياهما دائمة الجريان على مدار العام.
وتعتبر مدينة جبلة من أجمل
المدن اليمنية وأطيبها هواءً بل هي نسمة من نسمات سحر الطبيعة، وربة حسن المدائن
اليمنية، ومركز إشعاع علمي على مدى عمرها القديم، وإحدى ملهمات الأدباء والكتاب
اليمنيين الذين تغنوا بجمال طبيعتها ورقة هوائها وعذوبة مائها.
وتتميز مدينة
جبلة بتنوع مناخي وجغرافي بديع، فمناخها معتدل إلى دافئ صيفاً وبارد شتاءً في
مرتفعاته الجبلية الخضراء، وموسم الأمطار فيها أطول المواسم وأغزرها، كما تشتهر
بالزراعة وتمتلك العديد من المواقع السياحية المنتشرة في أنحاء متفرقة إلى جانب
مواقعها التاريخية العريقة من قبل عصور الإسلام.
وتعد من أهم مناطق الجذب
السياحي ،لتوفر الغطاء النباتي على معظم المدينة الذي تتميز بأخضرار وجمال آخذ
بلباب العقل في معظم فصول السنة، بالإضافة إلى وجود الأشجار المعمرة مثل أشجار
السدر، القرض، السمر، الطلح، والآراك، والصبار ،والتين الشوكي، والآثل، ولاتخلو هذه
الأماكن من حيوانات برية محدودة الأنواع والكميات في المناطق الجبلية
والمرتفعات ومن بينها الارانب وأنواع من الزواحف ، والطيور النادرة ..
وشهد
تاريخ هذه المدينة قيام الدولة الصليحية على يد الملك علي بن محمد الصليحي وكانت
صنعاء عاصمتها وبعد وفاته تولى السلطة ابنه المكرم بن علي محمد الصليحي وخلال حكمه
ظهرت زوجته سيدة بنت أحمد الصليحي تشاركه الحكم قبل أن يؤول إليها الحكم، فبعد وفاة
المكرم تولت زوجته سيدة بنت أحمد الصليحي الحكم، واختارت مدينة جبلة التاريخية
عاصمة
للدولة، وحققت خلال حكمها الذي استمر /53/ عاماً نجاحاً باهراً نظراً لما
عرف عنها من عدل وسداد في الرأي.
وكانت ولادة الملكة سيدة الصليحي في العام 444
هـ، وقد كفلها الملك الكامل علي بن محمد الصليحي وزوجته الملكة أسماء بنت شهاب،
ودرست الأدب حتى أصبحت كاتبة فذة، وعرفت بأنها ذات سياسة ودهاء.. وتزوجت من الملك
المكرم بن علي بن محمد الصليحي، وأنجبت له أربعة أولاد، هم علي، محمد، فاطمة، وأم
همدان، ونظراً لحكمها العادل ومعرفتها الفائقة بأحوال الناس ساعدها على إدارة شئون
مملكتها بحنكة واقتدار حتى وصلت إلى قلوب
رعاياها، وأصبح أهل اليمن يحبون
مخاطبتها بلقب الملكة بلقيس الصغرى لرجاحة عقلها وحسن تدبيرها.
وقد استمدت قوة
مملكتها واستثنائية عصرها من اهتماماتها الانسانية التي سبقت عصرها فقد عملت على
بناء البنية التحتية للنهوض الحضاري في الجوانب التعليمية من خلال بناء المدارس في
كل المدائن والأطراف، كما منحت رعاياها حرية الاعتقاد والفكر والثقافة، وساوت بين
حقوق الناس في شتى الفئات والاجناس والمذاهب وشيدت العمائر الدينية وصرفت الاموال
الطائلة من اجل العلم، واهتمت بالتجارة والزراعة والطرق، ولم تغفل عن
المجالات
العسكرية، إذ قامت بترميم الحصون الصليحية في قمم الجبال،وعملت على توسيعها وشيدت
القلاع ووسعت المواني البحرية ،واهمها ميناء عدن.. كما اهتمت بوضع كثير من أوقاف
المملكة لخدمة وترميم منشآت العلم ومساعدة المشتغلين فيه من المدرسين
والطلاب.
وظلت توزع شعاع حضارتها على كل اليمن حتى طوى التاريخ في العصر الوسيط
صفحات مضيئة خلدها التاريخ لا تزال اشعاعاتها تلمع في كل تراب اليمن ووجدان اهلها
متذكرين 53 عاماً من حكم مليكتهم الصليحية سيدة بتداء من 1085 وحتى 1138م
.
وتمتلك مدينة جبلة عددا من المواقع والمعالم الاثرية والتاريخية التي تشكل
جزءاً هاماً من المنتج السياحي والثقافي والطبيعي، أهمها جامع الملكة سيدة، والقصر،
والنفق الأرضي السري الذي كان يربط بين القصر وحصن التعكر، والسواقي القديمة والسوق
القديم ، وكلها تعود الى عهد الملكة سيدة بنت احمد الصليحي.
وتعتبر هذه المعالم
شواهد بارزة لعصر تاريخي، كما انها تشكل عامل جذب سياحي كبير .
ويقول مدير عام
إدارة الإعلام بمديرية جبلة عبد الواسع السقاف " كان يوجد في هذا القصر القائم على
بقايا اطلال دار العز او قصر العز، وكانت تسمى بدار السلطنة وقيل أنها كانت مكونة
من 360 غرفة أي بعدد أيام السنة وقد اتخذته السيدة اروى مقراً لحكمها ولا تزال
بقايا هذا الدار قائمة حتى الان" .
اما جامع الملكة فيقع فوق تل مرتفع وله
مئذنتان يعود اقدم تاريخ للمئذنة الشرقية إلى عام 747 هـ ،اما المئذنة الغربية فهي
اكثر تقادماً من الشرقية ويرجح انها تعود للقرن الخامس الهجري ،لما بها من زخارف
معمارية مماثلة لما عرف في الدول الفاطمية، وينسب بناء الجامع إلى الملكة سيدة بنت
احمد ولايزال قائماً ومحتفظاً بعناصرة المعمارية والزخرفية.
وتخطيط الجامع
مستطيل الشكل يتوسطة فناء مكشوف ،أبعاده (20 متراً في 80ر17 متراً )وتحيط به اربعة
أروقة ،رواق القبلة ،وهو الرواق الشمالي الذي يمتد من الشرق على الغرب ويدخل هذا
الرواق من خلال خمسة مداخل في الضلع الجنوبي ويتكون هذا الرواق من اربعة بلاطات
بواسطة اربعة صفوف من الاعمدة المرتفعة بعضها مثمن الشكل وبعضها مستطيلة الشكل هذه
الاعمدة مستطيلة وتوجد مصنفات خشبية يعود تاريخها الى القرن الخامس الهجري ،الحادي
عشر الميلادي ،وقد جدد بنائها عام 1358 هجرية ،اما الرواق الجنوبي يتكون من بلاطة و
احده وبجداره مدخلان يتم الوصول من خلالهما على المطاهير والحمامات
الموجودة..
فيما الرواق الشرقي ،يتكون من بلاطتين ترتكز عليها اعمدة مدببة
،والغربي يتكون من بلاطتين وفي الجهة الجنوبية من الجدار الغربي توجد ردهة تستخدم
حاليا مكان لتحفيظ القرأن الكريم ،فيما المحراب يقع في منتصف الجدار ،يعلوه عقد
مدبب محمول على عمودين عليهما زخارف نباتية وهندسية ويحيط بالمحراب كتابات بالخط
الكوفي .
ضريح
الملكة
ضريح الملكة يعتبر من اضرحة القرن السادس عشر الهجري واهمها على الإطلاق
باعتباره الأثر الباقي من أضرحة الدولة الصليحية وقد بنى كما أمرت الملكة سيدة بنت
أحمد الصليحي ، ويقع في الركن الشمالي الغربي من الجامع بمدينة جبلة.
ويشير
السقاف الى إن الملكة أمرت ببناء دار العز الأول كجامع في عام 480 هجرية ،وبه ضريح
الملكة وقد استثنت موضع ضريحها من بناء الجامع واشارت لذلك في وصيتها ،وقد دفنت في
جامعها بذي جبلة أيسر القبلة في منزل متصل بالجامع وكانت هي التي تولت عمارته وهيأت
موضع ضريحها به.
وتزين واجهة الضريح عناصر معمارية عبارة عن دخلات على هيئة
محاريب مجوفة عددها في الجدار الشرقي أربعة دخلات والجنوبي دخلتان ويبلغ عرض
الواحده منها 60 سنتيمتر بعمق 10 سنتيمتر وقد فتح مدخل في الجدار الجنوبي للضريح
،فيما العناصر الزخرفية ،تنقسم إلى كتابية وخرفية ،الكتابية يزين جدران الضريح من
الخارج زخارف كتابية بالخطين الكوفي والنسخ ،وبالحفر البارز المزهر ،على مهاد من
التفريغات النباتية الجصية البديعة التكوين وقد نفذت بالزخارف بالبارزه فوق مستوى
الارضية ورسومها والتفاف حركاتها"..
وقال مدير ادارة الاعلام بمدينة جبلة :" وقد
راعى الخطاط أن تكون التكوينات الزخرفية النباتية خفيفة المظهر على تلك الزخارف
وهذه الكتابات تمثل اطار يدور حول واجهتي الضريخ ومكتوب عليه أيات قرأنية ،كما يزين
الضريح من الأعلى شريط كتابي نفذ بخط النسخ على أرضية حمراء وهو من اعمال التجديدات
التي طرأت على الضريح اذ تتشابه كتابة هذا الشريط مع الشريط الكتابي المؤطر للباب
والي يوجد به آيات قرآنية كما زينت واجهة الشريط في الجهة الجنوبية منطقة مستطيلة
الشكل زينت بتكافة "لاإله إلا الله ،محمد رسول الله ".
فيما الزخارف النباتية
تمثل زخارف احادية وثنائية وثلاثية وخماسية اضافة الى المرواح النخيلية وانصافها
وأشكال الورود المتعدده البتلات إلىجانب السيقان والفروع النباتية والتي نفذت
بالنقش على الجص وبالحفر البارز وتنتشر هذه التكوينات الزخرفية بين كوشات عقود
الدخلات المجوفة على شكل أشرطة رأسية وأهم تلك الزخارف عبارة عن فخارية كبيرة تنصف
الواجة الواجهة الشرقية للضريح وقوام زخرفتها عبارة ان اوراق ثلاثية وخماسية الفصوص
داخل اطار مزدوج.
متحف الملكة الصليحية
متحف الملكة الصليحية يوجد بجوار بقايا دار العز،
ويتكون من عدد من الغرف الصغيرة التي يضمها مبنى قديم ربما كان من ملحقات دار العز
الذي يتكون من عدة طوابق.
ويضم المتحف اجزاء من الادوات والنماذج التي كانت
مستخدمة في زمن الملكة اروى مثل ادوات الحرب والأكل والزراعة والحدادة والنجارة
ومختلف المهن في ذلك العصر الذهبي الذي وصلت فيه الحرف الفنية الى اعلى درجات
ازدهارها، بالإضافة إلى نماذج تصور طرق التدريس والمناهج التي كانت تدرس في عصر
المكلة، وكل ذلك كان مصحوباً بتعلقيات تبرز تاريخ الملكة والأدوار التي قامت بها
طيلة 53 عاماً من حكمها لليمن بما في ذلك حياتها الخاصة واقوالها ووصاياها.
ورغم
تواضع المتحف الا انه يظهر جزءاً كبيرا من الجانب التعريفي لهذه الملكة لكل زائر
وسائح .
هذه هي جبلة خلاصة قصيدة خضراء، وتقاسيم وجد تعزف سيمفونية عشق
جماعية تترافقها الأداء سفوح ووديان، شجر وغصون، وحمائم وطيور لتبدو معاً في تناغم
فريد، تردد هذا النغم والألحان الطبيعة الربانية على مدى تاريخها العابق بالحضارة.
منقول
طايرالسعد- عدد الرسائل : 27
نقاط : 72
تاريخ التسجيل : 15/09/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
14/04/14, 04:17 am من طرف a.k.
» قبيلة الواقدي في عمار
20/11/13, 10:53 pm من طرف ابن السعيده
» ( تعز وعمار) اوجه الشبة بين القبائل والقرى والحصون :
17/11/13, 06:57 am من طرف مسعد الكشادي
» الطموح السياسي لرئيس الغرفة التجارية بمحافظة الضالع
31/10/13, 10:11 pm من طرف بنت الورد
» بشرى الى كل مرضى البرص او البهاق علاج فعال %100
24/09/13, 08:47 pm من طرف mohammed22
» الثورة اليمنية وعبده الجندي
20/09/13, 05:08 pm من طرف عابر سبيل
» اخوان دمت والاصلاح
28/07/13, 06:48 pm من طرف بنت الورد
» برنامج الإتصال المجاني tango وصل للكمبيوتر
27/04/13, 03:00 am من طرف مطعم الذيب
» "سكايب" يتعاون مع الأجهزة الحكومية للتنصت على المكالمات
27/04/13, 02:45 am من طرف زائر