المواضيع الأخيرة
أنت زائرنا رقم
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 483 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو قارئ فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 652 مساهمة في هذا المنتدى في 392 موضوع
مدينة عدن :-
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مدينة عدن :-
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أشار المؤرخ عبد الله محيرز إلى ما ورد في المعاجم اللغوية لمعنى كلمة عدن فقد عطتها معانٍ كثيرة شملت : عدن بمعنى الإقامة ، وعدن البلد أي يسكنها ، و عدنت الإبل أي لزمت مكانها ، وعدن الأرض أي سمدها وهيأها للزرع ، وعدن المكان أي استخرج منها المعدن .. والعدان رجال مجتمعون كل هذه المعاني تعطي مفاهيم متشابهة هي : ( الاستيطان مع ما يجعل الاستقرار ممكناً للزراعة والتعدين ورعي الدواب ) .
وتورد القواميس معنى آخر لعدن : بأنها تعني ساحل البحر .
أما المصادر التاريخية العربية تورد ما يلي : هي نسبة لعدن بن عدنان كما جاء عند أقدم المؤرخين كالطبري ، وعدن نسبة لشخص اسمه عدن كان أول من حبس بها عند المؤرخين كابن المجاور ، وهي عنده أيضاً نسبة إلى عدنان بن تقشان بن إبراهيم ، وهي مشتقة من الفعل ( عدن ) أو من معدن الحديد .
ومهما اختلفت الآراء والتفسيرات حول تسمية مدينة عدن إلا أن جميع المصادر التاريخية الكلاسيكية متفقة حول عراقتها التاريخية كميناء تجاري هام منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد حيث ورد اسمها في الكتب المقدسة التوراة والإنجيل وكذلك في النقوش المسندية في الأسفار من ضمنها سفر(حزقيال) .
عدن قبل الإسلام :
اكتسبت عدن شهرتها التاريخية من أهمية موقع مينائها التجاري الذي يعد أحد أهم المنافذ البحرية لليمن منذ أزمنة موغلة في القدم من خلال خليج السويس غرباً إلى رأس الخليج العربي شرقاً ، وكان ذلك المدخل بمثابة حلقة وصل بين قارات العالم القديم مهد حضارة الإنسان ( أسيا شرقاً وأفريقيا غرباً وأوروبا شمالاً ) ، ومن خلال ميناء عدن قام اليمنيون القدماء بدور التاجر والوسيط التجاري بين إقليم البحر الأبيض المتوسط وجنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا والعكس ؛ وبذلك صارت عدن بمثابة القلب النابض لتنشيط حركة التجارة العالمية قديماً ، وتردد ذكرها في الكتب المقدسة مثل التوراة والمصادر التاريخية الكلاسيكية عند الرومان واليونان القدماء .
وأدركت مملكة أوسان مبكراً أهمية ميناء عدن واستطاعت أن تحتكر حركة التجارة البحرية فامتد نشاطها التجاري حتى وصل إلى سواحل أفريقيا ، وغدت تشكل بتوسعها خطراً ليس فقط على جارتيها ( مملكة حضرموت ) و ( مملكة قتبان ) وإنما على دولة سبأ أيضاً ، فتحالفت جميعها على إيقاف طموح الأوسانيين ، فقام المكرب السبئي ( كرب إل وتر وابن ذمار علي ) باجتياح الأراضي الأوسانية ، وأمعن في هدم الأسوار وإحراق المدن وسلب الممتلكات في القرن السابع قبل الميلاد كما جــاء فـي النقش الموسـوم بـ ( RES 3945 ) ، ولم يدم التحالف بين سبأ وقتبان ، ودبت الصراعات وتمكنت قتبان من حسمها لصالحها ولقب ملوكها أنفسهم بـ ( ملوك قتبان وكل أولاد عم أوسان ، وكحد ، ودهسم ، وتبنو ) ، ومن هذا اللقب يتضح أن كل أراضى أوسان التي إليها وصل الامتداد الحضاري الأوساني طيلة تلك الفترة .
وتكاد النقوش اليمنية القديمة أن تحجم عن ذكر عدن نظراً لعدم توفر إمكانيات التنقيب الأثري بصورة شاملة ضمن خطة متكاملة للكشف عن رموز وأسرار مدينة عدن التاريخية فيما عدا ما أشار إليه المؤرخ عبد الله محيرز عن وجود أحد النقوش المودعة في متحف اللوفر( باريس ) الذي ذكر عدن مقرونا بالصهاريج ، أو نقش المعسال الذي عثر عليه ، وذكر ميناء عدن بالصيغة ( ح ي ق ن / ذ ع د ن م ) بمعنى ( ميناء عدن ) ، يعود تاريخ هذا النقش إلى عهد ياسر يهنعم ملك سبأ وذي ريدان (250-274م ) ، ويذكر هذا النقش حادثة تاريخية مشهورة وهي مطاردة هذا الملك للأحباش في ميناء عَدَن حيث كلف أشهر أقياله في حينه ( حظين أو كن بن معاهر وذي خولان ) ، بالاتجاه إلى عَدَن يوم أن خشي أن تطوق الميناء قوات الأحباش وتسيطر عليه، ويقول ذلك القيل كما جاء في النقش : " أنه اتجه إلى الميناء ( عَدَن) هو وشعبه ( قبيلته ) وقاموا بالدفاع عن الميناء وأمضوا مهمتهم بوفاء ، وعندما أثارتهم إحدى مراكب الأحباش وبرزت للقتال التحموا بها ومزقوهم شمالاً ويميناً حيث وجهوا إليهم أفضل المقاتلين ليجالدوهم ويوقعون بهم فكان أن غلبوهم وقتلوهم وأنتصروا عليهم كلهم ومن بقي منهم فقد طوردوا حتى اضطروا إلى دخول البحر البهيم وفيه قتلوا جميعاً وعاد القيل وشعبه بعد هذه المعركة بما حمله من غنائم من ومواشي " .
وما ذكره النقش عن معركة بحرية ربما الأولى من نوعها التي تصفها النقوش حتى الآن ، ويدل خوف الملك ياسر يهنعم ملك سبأ وذي ريدان على الأهمية الكبيرة التي كان يحتلها ميناء عدن بالنسبة لدولته ؛ لذلك كلف أشهر وأقوى أقياله للذود عن المدينة .
أن هذه الخلفية التاريخية لمدينة عدن العريقة تسطر لنا الوقائع اليومية قرب استعادة هذه المدينة لمكانتها التاريخية كمحور للتجارة الدولية وميناء حديث يربط الشمال والجنوب والشرق والغرب .
عدن في ضل الحكم الاسلامي :
وبعد ظهور الدعوة الإسلامية تحولت عدن من مركز تجاري دوره كدور أسواق العرب الشهيرة قبل الإسلام إلى أحد المصادر الحضارية الإسلامية في مرحلتها المبكرة باعتبارها ميناءاً هاماً ، وازدياد توسع حركة سوقها التجارية ساعد على سرعة انتشار مبادئ وقيم الإسلام ، وينعكس كل ذلك في بناء المساجد وانتشار المرشدين لتدريس علوم الدين الإسلامي .
* دولة بني زياد (204هـ /819م ) – (412هـ / 1021م ) :
وعهدهم بإدارة حكم ميناء عَدَن إلى ولاة من بني معن ، وتختلف الرواة والمصادر التاريخية حول نسبهم ، فمنهم من ينسبهم إلى الأبناء ( بقايا الفرس في اليمن ) ، ومنهم من ينسبهم إلى الأمير معن بن زائدة الشيباني الذي عاصر أواخر الدولة الأموية ، وبداية الدولة العباسية ، وتوفي (151هـ / 768م ) ، وفي عهد الوزير الحسين بن سلامة بلغت الدولة الزيادية شأناً كيراً ، وتعيد المصادر إليه تجديد جامع المنارة وإدخال إضافات إليه في الجهة الغربية ، هذا الجامع ينسب بناؤه إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي (61هـ / 681م ) (101هـ - 720م ) ، وقد كان بنو معن يؤدون خراج عَدَن إلى أمراء الدولة الزيادية .
* دولة بني نجاح (412هـ / 1021م ) (554هـ / 1159م ) :
استمر بنو معن في أداء وظيفتهم كولاة على عَدَن يؤدون الخراج كما كانوا خلال فترة دولة بني زياد .
* الصليحيون ( 439هـ / 1047م) (532هـ / 1137م ) : استمر بنو معن كولاة للصليحيين في بداية الأمر حتى انتزعها منهم المكرم الصليحي .
* بنو زريع (470هـ / 1077م ) (569هـ / 1173م ) :
ينتهي نسب بنى زريع إلى المكرم اليامي الهمداني أحد حلفاء الصليحيين ، وقد قاموا بتنصيب ولدي المكرم العباس والمسعود على حصني جبل التعكر وجبل الخضراء على التوالي لكل منهم على أن يؤدوا خــراج عَدَن( مائة ألف دينار) للحرة السيدة أروى بنت أحمد الصليحي حيث إن الملك علي بن محمد الصليحي جعل الخراج مهراً لها بزواجها من ابنه المكرم أحمد بن علي الصليحي ، وقد انتعشت عَدَن في عهد بنى زريع الذي يعد من أزهى عصور ازدهارها حيث نشطت حركة التجارة ، شيد بنو زريع الحصون والدورَ وهم أول من أحاط عَدَن بسور ، وقد اشتغل بنو زريع بحكم عَدَن وما جاورها ؛ في أواخر عهد الدولة الصليحية في السنوات الأخيرة لحكم الحرة السيدة أروى بنت أحمد الصليحي دار صراع بين صاحبي الحصنين آنذاك سبأ بن أبي السعود وابن عمه علي بن أبي الغارات انتهى بانتصار الأول ، وتمكن بعدها بنو زريع من حكم المناطق المجاورة لعَدَن ، وتطور العمران خلال فترة حكم الداعي عمران بن محمد بن سبأ بن أبي السعود الذي بنى دار المنظر ، وكان الازدهار شاملاً في عهده بكافة جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والأدبية حيث ضم بلاطه نخبة من العلماء والفقهاء والأدباء مثل الشاعر الأديب أبوبكر العدني ، والشاعر الأديب المعروف عمارة اليمني ، كما قام الداعي عمران ببناء منبر جامع المنارة ، وتواصل بنو زريع مع الدولة الفاطمية في مصر بعد زوال الدولة الصليحية ، وكانوا يؤدون الخراج لها واستمر التواصل معها إلى أن تم القضاء على الدولة الفاطمية من قبل الأيوبيين .
* الدولة الأيوبية في اليمن ( 569هـ / 1173م ) ( 625هـ / 1228م ) :
بعد القضاء على الدولة الفاطمية في مصر اتجهت أنظار الأيوبيين إلى جنوب الجزيرة العربية بهدف التوسع والقضاء على الدولة المهدية ، وكان لهم ذلك إذ تمكن توران شاه الأيوبي " شقيق صلاح الدين " من السيطرة على أجزاء من اليمن منها عَدَن.
ونشط ولاة الأيوبيين وخاصة أبا عمرو وعثمان بن علي الزنجبيلي التكريتي حيث تم إعادة بناء وتجديد سور عَدَن ، كما شيدوا أسوار جبل المنصوري وجبل حقات وسور الميناء ، كما بنى الزنجبيلي الفرضـــة ( الميناء ) ، وبنى الأسواق وتكاثر الناس في عهد بني أيوب في عَدَن بسبب اتساع نشاط الحياة فيها كما تم حفر الآبار وشيدت المساجد ، كما ساهم الزنجبيلي - أيضاً - في إعادة وتجديد قلعة صيرة وسورها .
بعد ذلك جاء سيف الإسلام طغتكين بن أيوب " شقيق آخر لصلاح الدين الأيوبي " وشيد بها دار السعادة مقابل ( الفرضة ) باتجاه منطقة حقات .
* دولة بني رسول (625هـ /1228م ) (857هـ /1453م ) :
هنا: منتديات ملاك روحي
استقل عمر بن علي بن رسول أحد ولاة الأيوبيين بحكم اليمن بعد آخر ملوك الأيوبيين المسعود بن الكامل ، وضرب السكة لنفسه ، ودعا للخليفة العباسي مباشرة ، وفي عهد بني رسول ازدهرت اليمن قاطبة ، وشهدت انتعاشاً في كافة الميادين وخاصة ما يتعلق بالجانب العلمي ، وبناء المدارس وشيد حكام وملوك بني رسول العديد منها في مدينة تعز ( ذي عدينة ) وزبيد وعَدَن ومناطق أخرى ، ما يخص عَدَن منها المدرسة المنصورية والتي بناها ولده الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي الرسولي والمدرسة الياقوتية والتي بنتها ( جهة الطواشي ) اختيار الدين زوج الملك الظاهر يحيى بن الملك المجاهد الرسولي ، وقد تم بناء العديد من القلاع والحصون والآبار ، كما قام الملك الرسولي بتوسعة دار السعادة ، ومما يؤسف له أن العديد من تلك المآثر التي بنيت في عهد بني رسول وخاصة المدارس وغيرها لم تعد قائمة ، وتهدمت من جراء ما تعرضت له عَدَن من الهجمات أو بفعل الصراع الداخلي بين الدويلات القائمة في القرون الماضية للسيطرة على عَدَن.
* دولة بني طاهر (857هـ /1453م) ( 945هـ / 1538م ) :
انتعشت عَدَن في عهد بني طاهر الذين خلفوا بني رسول وكلفوا ولاة لهم على بعض المناطق والمدن ومنها عَدَن ، وقد اهتم بنو طاهر كأسلافهم بني رسول بنشاطات عدة وخاصة ما يتعلق بجانب العمران والعلم ، ومن مآثرهم التوسعات في دار السعادة باتجاه حقات والتي قام بها السلطان عامر بن طاهر ودار البندر قام ببنائه الشيخ عبد الوهاب بن داود ، وفي عهد السلطان صلاح الدين عامر بن عبد الوهاب أشهر حكام بني طاهر ( ويعده بعض المؤرخين من أبرز من حكموا اليمن عبر العصور ) ، ومن مآثره في عَدَن بناء صهريج للمياه خارج نطاق صهاريج الطويلة ومد القنوات بغرض توفير مياه الشرب للمدينة كما أقام بأعمار منشآت أخرى ومساجد وتنسب له بعض المصادر إعادة بناء جامع المنارة وبنهاية دولة بني طاهر على يد الأتراك العثمانيين عام (945هـ / 1538م ) قاموا ببناء بعض الاستحكامات العسكرية والحصون والقلاع أو تجديدها نظراً لصراعهم مع البرتغاليين آنذاك .
* عَدَن في العصر الحديث :
استمرت تحت سيطرة الأتراك من عام 1538م ، وقد نازعتهم أطرافاً محلية لفترات قصيرة السيطرة على عَدَن لكن الأتراك استعادوا السيطرة عليها بعد قضائهم على الأمير عبد القادر اليافعي الخنفري حاكم خنفر وأبين عام( 1036هـ /1627م ) ، ثم سيطر عليها الأئمة عام ( 1055هـ / 1645م ) ثم خضعت لسيطرة السلطنة العبدلية اللحجية ابتداء من ( 1144هـ /1732م ) حتى خضوعها للاحتلال الإنجليزي عام ( 1255هـ /1839م ) ، وقد نمت خلال فترة الاحتلال الإنجليزي بسبب موقعها الاستراتيجي الهام الواقع كنقطة اتصال بين المستعمرات البريطانية ومركز تموين وانطلاق للسفن التي تفد من قارة آسيا خاصة الهند والصين إلى إنجلترا وأوروبا .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وفي مطلع الخمسينات من القرن العشرين مع بدايات تأسيس شركة مصافي عَدَن كانت ترسو في ميناء عَدَن للتزود بالوقود سنوياً قرابة خمسة آلاف سفينة ، وبعد حوالي عشر سنوات من الاحتلال تم الانتقال من الميناء القديم في صيرة إلى ميناء التواهي في حوالي 1850م ، وفي نفس العام تم إعلان عَدَن كمنطقة حرة ، كما تم بناء ميناء آخر حديث في المعلا ( معلا دكة ) في عام 1855م ، حيث يمتلك هذا الميناء مزايا منها ما يتعلق بحجمه الكبير وقدرته الاستيعابية وقدرته على استقبال السفن في مختلف مواسم السنة وتجهيز أرصفته الواسعة بالآلات والمعدات الحديثة مثل الروافع والأحواض العائمة لصيانة السفن ، وبذلك باتت موانئ عَدَن من أهم الموانئ في المنطقة العربية آنذاك .
منقول بتصرف للفائدة
أشار المؤرخ عبد الله محيرز إلى ما ورد في المعاجم اللغوية لمعنى كلمة عدن فقد عطتها معانٍ كثيرة شملت : عدن بمعنى الإقامة ، وعدن البلد أي يسكنها ، و عدنت الإبل أي لزمت مكانها ، وعدن الأرض أي سمدها وهيأها للزرع ، وعدن المكان أي استخرج منها المعدن .. والعدان رجال مجتمعون كل هذه المعاني تعطي مفاهيم متشابهة هي : ( الاستيطان مع ما يجعل الاستقرار ممكناً للزراعة والتعدين ورعي الدواب ) .
وتورد القواميس معنى آخر لعدن : بأنها تعني ساحل البحر .
أما المصادر التاريخية العربية تورد ما يلي : هي نسبة لعدن بن عدنان كما جاء عند أقدم المؤرخين كالطبري ، وعدن نسبة لشخص اسمه عدن كان أول من حبس بها عند المؤرخين كابن المجاور ، وهي عنده أيضاً نسبة إلى عدنان بن تقشان بن إبراهيم ، وهي مشتقة من الفعل ( عدن ) أو من معدن الحديد .
ومهما اختلفت الآراء والتفسيرات حول تسمية مدينة عدن إلا أن جميع المصادر التاريخية الكلاسيكية متفقة حول عراقتها التاريخية كميناء تجاري هام منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد حيث ورد اسمها في الكتب المقدسة التوراة والإنجيل وكذلك في النقوش المسندية في الأسفار من ضمنها سفر(حزقيال) .
عدن قبل الإسلام :
اكتسبت عدن شهرتها التاريخية من أهمية موقع مينائها التجاري الذي يعد أحد أهم المنافذ البحرية لليمن منذ أزمنة موغلة في القدم من خلال خليج السويس غرباً إلى رأس الخليج العربي شرقاً ، وكان ذلك المدخل بمثابة حلقة وصل بين قارات العالم القديم مهد حضارة الإنسان ( أسيا شرقاً وأفريقيا غرباً وأوروبا شمالاً ) ، ومن خلال ميناء عدن قام اليمنيون القدماء بدور التاجر والوسيط التجاري بين إقليم البحر الأبيض المتوسط وجنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا والعكس ؛ وبذلك صارت عدن بمثابة القلب النابض لتنشيط حركة التجارة العالمية قديماً ، وتردد ذكرها في الكتب المقدسة مثل التوراة والمصادر التاريخية الكلاسيكية عند الرومان واليونان القدماء .
وأدركت مملكة أوسان مبكراً أهمية ميناء عدن واستطاعت أن تحتكر حركة التجارة البحرية فامتد نشاطها التجاري حتى وصل إلى سواحل أفريقيا ، وغدت تشكل بتوسعها خطراً ليس فقط على جارتيها ( مملكة حضرموت ) و ( مملكة قتبان ) وإنما على دولة سبأ أيضاً ، فتحالفت جميعها على إيقاف طموح الأوسانيين ، فقام المكرب السبئي ( كرب إل وتر وابن ذمار علي ) باجتياح الأراضي الأوسانية ، وأمعن في هدم الأسوار وإحراق المدن وسلب الممتلكات في القرن السابع قبل الميلاد كما جــاء فـي النقش الموسـوم بـ ( RES 3945 ) ، ولم يدم التحالف بين سبأ وقتبان ، ودبت الصراعات وتمكنت قتبان من حسمها لصالحها ولقب ملوكها أنفسهم بـ ( ملوك قتبان وكل أولاد عم أوسان ، وكحد ، ودهسم ، وتبنو ) ، ومن هذا اللقب يتضح أن كل أراضى أوسان التي إليها وصل الامتداد الحضاري الأوساني طيلة تلك الفترة .
وتكاد النقوش اليمنية القديمة أن تحجم عن ذكر عدن نظراً لعدم توفر إمكانيات التنقيب الأثري بصورة شاملة ضمن خطة متكاملة للكشف عن رموز وأسرار مدينة عدن التاريخية فيما عدا ما أشار إليه المؤرخ عبد الله محيرز عن وجود أحد النقوش المودعة في متحف اللوفر( باريس ) الذي ذكر عدن مقرونا بالصهاريج ، أو نقش المعسال الذي عثر عليه ، وذكر ميناء عدن بالصيغة ( ح ي ق ن / ذ ع د ن م ) بمعنى ( ميناء عدن ) ، يعود تاريخ هذا النقش إلى عهد ياسر يهنعم ملك سبأ وذي ريدان (250-274م ) ، ويذكر هذا النقش حادثة تاريخية مشهورة وهي مطاردة هذا الملك للأحباش في ميناء عَدَن حيث كلف أشهر أقياله في حينه ( حظين أو كن بن معاهر وذي خولان ) ، بالاتجاه إلى عَدَن يوم أن خشي أن تطوق الميناء قوات الأحباش وتسيطر عليه، ويقول ذلك القيل كما جاء في النقش : " أنه اتجه إلى الميناء ( عَدَن) هو وشعبه ( قبيلته ) وقاموا بالدفاع عن الميناء وأمضوا مهمتهم بوفاء ، وعندما أثارتهم إحدى مراكب الأحباش وبرزت للقتال التحموا بها ومزقوهم شمالاً ويميناً حيث وجهوا إليهم أفضل المقاتلين ليجالدوهم ويوقعون بهم فكان أن غلبوهم وقتلوهم وأنتصروا عليهم كلهم ومن بقي منهم فقد طوردوا حتى اضطروا إلى دخول البحر البهيم وفيه قتلوا جميعاً وعاد القيل وشعبه بعد هذه المعركة بما حمله من غنائم من ومواشي " .
وما ذكره النقش عن معركة بحرية ربما الأولى من نوعها التي تصفها النقوش حتى الآن ، ويدل خوف الملك ياسر يهنعم ملك سبأ وذي ريدان على الأهمية الكبيرة التي كان يحتلها ميناء عدن بالنسبة لدولته ؛ لذلك كلف أشهر وأقوى أقياله للذود عن المدينة .
أن هذه الخلفية التاريخية لمدينة عدن العريقة تسطر لنا الوقائع اليومية قرب استعادة هذه المدينة لمكانتها التاريخية كمحور للتجارة الدولية وميناء حديث يربط الشمال والجنوب والشرق والغرب .
عدن في ضل الحكم الاسلامي :
وبعد ظهور الدعوة الإسلامية تحولت عدن من مركز تجاري دوره كدور أسواق العرب الشهيرة قبل الإسلام إلى أحد المصادر الحضارية الإسلامية في مرحلتها المبكرة باعتبارها ميناءاً هاماً ، وازدياد توسع حركة سوقها التجارية ساعد على سرعة انتشار مبادئ وقيم الإسلام ، وينعكس كل ذلك في بناء المساجد وانتشار المرشدين لتدريس علوم الدين الإسلامي .
* دولة بني زياد (204هـ /819م ) – (412هـ / 1021م ) :
وعهدهم بإدارة حكم ميناء عَدَن إلى ولاة من بني معن ، وتختلف الرواة والمصادر التاريخية حول نسبهم ، فمنهم من ينسبهم إلى الأبناء ( بقايا الفرس في اليمن ) ، ومنهم من ينسبهم إلى الأمير معن بن زائدة الشيباني الذي عاصر أواخر الدولة الأموية ، وبداية الدولة العباسية ، وتوفي (151هـ / 768م ) ، وفي عهد الوزير الحسين بن سلامة بلغت الدولة الزيادية شأناً كيراً ، وتعيد المصادر إليه تجديد جامع المنارة وإدخال إضافات إليه في الجهة الغربية ، هذا الجامع ينسب بناؤه إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي (61هـ / 681م ) (101هـ - 720م ) ، وقد كان بنو معن يؤدون خراج عَدَن إلى أمراء الدولة الزيادية .
* دولة بني نجاح (412هـ / 1021م ) (554هـ / 1159م ) :
استمر بنو معن في أداء وظيفتهم كولاة على عَدَن يؤدون الخراج كما كانوا خلال فترة دولة بني زياد .
* الصليحيون ( 439هـ / 1047م) (532هـ / 1137م ) : استمر بنو معن كولاة للصليحيين في بداية الأمر حتى انتزعها منهم المكرم الصليحي .
* بنو زريع (470هـ / 1077م ) (569هـ / 1173م ) :
ينتهي نسب بنى زريع إلى المكرم اليامي الهمداني أحد حلفاء الصليحيين ، وقد قاموا بتنصيب ولدي المكرم العباس والمسعود على حصني جبل التعكر وجبل الخضراء على التوالي لكل منهم على أن يؤدوا خــراج عَدَن( مائة ألف دينار) للحرة السيدة أروى بنت أحمد الصليحي حيث إن الملك علي بن محمد الصليحي جعل الخراج مهراً لها بزواجها من ابنه المكرم أحمد بن علي الصليحي ، وقد انتعشت عَدَن في عهد بنى زريع الذي يعد من أزهى عصور ازدهارها حيث نشطت حركة التجارة ، شيد بنو زريع الحصون والدورَ وهم أول من أحاط عَدَن بسور ، وقد اشتغل بنو زريع بحكم عَدَن وما جاورها ؛ في أواخر عهد الدولة الصليحية في السنوات الأخيرة لحكم الحرة السيدة أروى بنت أحمد الصليحي دار صراع بين صاحبي الحصنين آنذاك سبأ بن أبي السعود وابن عمه علي بن أبي الغارات انتهى بانتصار الأول ، وتمكن بعدها بنو زريع من حكم المناطق المجاورة لعَدَن ، وتطور العمران خلال فترة حكم الداعي عمران بن محمد بن سبأ بن أبي السعود الذي بنى دار المنظر ، وكان الازدهار شاملاً في عهده بكافة جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والأدبية حيث ضم بلاطه نخبة من العلماء والفقهاء والأدباء مثل الشاعر الأديب أبوبكر العدني ، والشاعر الأديب المعروف عمارة اليمني ، كما قام الداعي عمران ببناء منبر جامع المنارة ، وتواصل بنو زريع مع الدولة الفاطمية في مصر بعد زوال الدولة الصليحية ، وكانوا يؤدون الخراج لها واستمر التواصل معها إلى أن تم القضاء على الدولة الفاطمية من قبل الأيوبيين .
* الدولة الأيوبية في اليمن ( 569هـ / 1173م ) ( 625هـ / 1228م ) :
بعد القضاء على الدولة الفاطمية في مصر اتجهت أنظار الأيوبيين إلى جنوب الجزيرة العربية بهدف التوسع والقضاء على الدولة المهدية ، وكان لهم ذلك إذ تمكن توران شاه الأيوبي " شقيق صلاح الدين " من السيطرة على أجزاء من اليمن منها عَدَن.
ونشط ولاة الأيوبيين وخاصة أبا عمرو وعثمان بن علي الزنجبيلي التكريتي حيث تم إعادة بناء وتجديد سور عَدَن ، كما شيدوا أسوار جبل المنصوري وجبل حقات وسور الميناء ، كما بنى الزنجبيلي الفرضـــة ( الميناء ) ، وبنى الأسواق وتكاثر الناس في عهد بني أيوب في عَدَن بسبب اتساع نشاط الحياة فيها كما تم حفر الآبار وشيدت المساجد ، كما ساهم الزنجبيلي - أيضاً - في إعادة وتجديد قلعة صيرة وسورها .
بعد ذلك جاء سيف الإسلام طغتكين بن أيوب " شقيق آخر لصلاح الدين الأيوبي " وشيد بها دار السعادة مقابل ( الفرضة ) باتجاه منطقة حقات .
* دولة بني رسول (625هـ /1228م ) (857هـ /1453م ) :
هنا: منتديات ملاك روحي
استقل عمر بن علي بن رسول أحد ولاة الأيوبيين بحكم اليمن بعد آخر ملوك الأيوبيين المسعود بن الكامل ، وضرب السكة لنفسه ، ودعا للخليفة العباسي مباشرة ، وفي عهد بني رسول ازدهرت اليمن قاطبة ، وشهدت انتعاشاً في كافة الميادين وخاصة ما يتعلق بالجانب العلمي ، وبناء المدارس وشيد حكام وملوك بني رسول العديد منها في مدينة تعز ( ذي عدينة ) وزبيد وعَدَن ومناطق أخرى ، ما يخص عَدَن منها المدرسة المنصورية والتي بناها ولده الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي الرسولي والمدرسة الياقوتية والتي بنتها ( جهة الطواشي ) اختيار الدين زوج الملك الظاهر يحيى بن الملك المجاهد الرسولي ، وقد تم بناء العديد من القلاع والحصون والآبار ، كما قام الملك الرسولي بتوسعة دار السعادة ، ومما يؤسف له أن العديد من تلك المآثر التي بنيت في عهد بني رسول وخاصة المدارس وغيرها لم تعد قائمة ، وتهدمت من جراء ما تعرضت له عَدَن من الهجمات أو بفعل الصراع الداخلي بين الدويلات القائمة في القرون الماضية للسيطرة على عَدَن.
* دولة بني طاهر (857هـ /1453م) ( 945هـ / 1538م ) :
انتعشت عَدَن في عهد بني طاهر الذين خلفوا بني رسول وكلفوا ولاة لهم على بعض المناطق والمدن ومنها عَدَن ، وقد اهتم بنو طاهر كأسلافهم بني رسول بنشاطات عدة وخاصة ما يتعلق بجانب العمران والعلم ، ومن مآثرهم التوسعات في دار السعادة باتجاه حقات والتي قام بها السلطان عامر بن طاهر ودار البندر قام ببنائه الشيخ عبد الوهاب بن داود ، وفي عهد السلطان صلاح الدين عامر بن عبد الوهاب أشهر حكام بني طاهر ( ويعده بعض المؤرخين من أبرز من حكموا اليمن عبر العصور ) ، ومن مآثره في عَدَن بناء صهريج للمياه خارج نطاق صهاريج الطويلة ومد القنوات بغرض توفير مياه الشرب للمدينة كما أقام بأعمار منشآت أخرى ومساجد وتنسب له بعض المصادر إعادة بناء جامع المنارة وبنهاية دولة بني طاهر على يد الأتراك العثمانيين عام (945هـ / 1538م ) قاموا ببناء بعض الاستحكامات العسكرية والحصون والقلاع أو تجديدها نظراً لصراعهم مع البرتغاليين آنذاك .
* عَدَن في العصر الحديث :
استمرت تحت سيطرة الأتراك من عام 1538م ، وقد نازعتهم أطرافاً محلية لفترات قصيرة السيطرة على عَدَن لكن الأتراك استعادوا السيطرة عليها بعد قضائهم على الأمير عبد القادر اليافعي الخنفري حاكم خنفر وأبين عام( 1036هـ /1627م ) ، ثم سيطر عليها الأئمة عام ( 1055هـ / 1645م ) ثم خضعت لسيطرة السلطنة العبدلية اللحجية ابتداء من ( 1144هـ /1732م ) حتى خضوعها للاحتلال الإنجليزي عام ( 1255هـ /1839م ) ، وقد نمت خلال فترة الاحتلال الإنجليزي بسبب موقعها الاستراتيجي الهام الواقع كنقطة اتصال بين المستعمرات البريطانية ومركز تموين وانطلاق للسفن التي تفد من قارة آسيا خاصة الهند والصين إلى إنجلترا وأوروبا .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وفي مطلع الخمسينات من القرن العشرين مع بدايات تأسيس شركة مصافي عَدَن كانت ترسو في ميناء عَدَن للتزود بالوقود سنوياً قرابة خمسة آلاف سفينة ، وبعد حوالي عشر سنوات من الاحتلال تم الانتقال من الميناء القديم في صيرة إلى ميناء التواهي في حوالي 1850م ، وفي نفس العام تم إعلان عَدَن كمنطقة حرة ، كما تم بناء ميناء آخر حديث في المعلا ( معلا دكة ) في عام 1855م ، حيث يمتلك هذا الميناء مزايا منها ما يتعلق بحجمه الكبير وقدرته الاستيعابية وقدرته على استقبال السفن في مختلف مواسم السنة وتجهيز أرصفته الواسعة بالآلات والمعدات الحديثة مثل الروافع والأحواض العائمة لصيانة السفن ، وبذلك باتت موانئ عَدَن من أهم الموانئ في المنطقة العربية آنذاك .
منقول بتصرف للفائدة
طايرالسعد- عدد الرسائل : 27
نقاط : 72
تاريخ التسجيل : 15/09/2009
رد: مدينة عدن :-
موضوع ممتاز وإضافة الصور إليه تعطي تجديد رغم قراءتي له من قبل الا انه أصبح مختلف وخصوصا مع طابع الملكة
اسعد الله ايام طائر السعد
فقد اسعدنا بموضوعه، فعدن تاريخها كبير وعظيم ولكن ما عانته من هدم كان اعظم فمن المستبعد بل من المستحيل ان يكون الاستعمار الانجليزي قد تعفف عن سرق حضارتها من مخطوطات وآثار، كتعففه عن نهب ثرواتها، كما ان مدينة عدن تعاني من تعدد الجنسيات الاعجمية فيها فنسبة اليمنيين الاصل قليلة جدا فالاغلبية هنود وصومل وبلوش وصينيين وبلاوي عديدة ... بل ادهى وامر من ذلك ان تلك الاغلبية الاجنبية تحمل الجنسية اليمنية وتمثل الجنوب وكانها من قبائل سبأ وقد مثلت الجنوب ايام الحزب الاشتراكي فهدمت الارض والانسان والعقيدة وهاهي اليوم تتصدر الحراك وتسعى الى هدم الوحدة المباركة والتي تعتبر امتثالا لاوامر الله ورسولة فالاسلام يدعو الى الاتحاد والاخاء وينهى عن التفرقة والشتات وحان لابناء سبأ ان يقولوا كلمتهم: فاليمن لليمنيين فقط ومن كان ضيفا فليحترم كرم الضيافة التي يشمله بها إبن سبأ ولا يغركم حلم الحليم،وعيب اليمنيين انهم يبالغون في ضيافة الاجنبي واكرامه وذلك ما اطمع الاجانب في احتلال اليمن ونهب ثرواتها واقصاء اهلها الذين اصبحوا يمثلون الطبقة الفقيرة
بركان دمت- الدولة : عدد الرسائل : 26
نقاط : 36
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
رد: مدينة عدن :-
هذا الكلام لايجوز كتابته فضلا وكان يفترض فيك الاسهام بشئ مفيد واطالب المشرف بحذف المساهمه او تعديلها
الطير المهاجر- عدد الرسائل : 34
نقاط : 97
تاريخ التسجيل : 11/10/2009
توطين رعايا الكمنولث في عدن
الطير المهاجر كتب:
هذا الكلام لايجوز كتابته فضلا وكان يفترض فيك الاسهام بشئ مفيد واطالب المشرف بحذف المساهمه او تعديلها
ربما انك لا تدرك ان معركة الهوية أولى المعارك التي اجترح الوطنيون الأوائل مآثر كفاحية
على محرابها.. فقد أصر الوطنيون اليمنيون على التمسك بالهوية اليمنية للجنوب
المحتل، والتصدي لكل المشاريع الاستعمارية والسلاطينية التي استهدفت فصله عن
الكيان الوطني اليمني التاريخي الواحد ، وتجزئته إلى 22 سلطنة وإمارة منضوية في
اربع كيانات انفصالية يحتفظ كل منها بعلم خاص وجوازات وحدود وجمارك وقوات مسلحة
خاصة بها !!!.
كما قاوم الوطنيون اليمنيون بجسارة وثبات محاولات إضفاء هوية مستقلة على كل
واحد من هذه الكيانات الانفصالية ، حيث حمل الكيان الأول اسم ( اتحاد الجنوب
العربي ) ، وحمل الكيان الثاني اسم ( سلطنة حضرموت الكثيري ) وحمل الكيان الثالث
اسم ( سلطنة حضرموت القعيطي ) فيما حمل الكيان الرابع اسم ( سلطنة المهرة وسقطرى )
!!!
ومن نافل القول أنّ الإستراتيجية الاستعمارية عملت – في بادئ الأمر – على
تكريس تجزئة الجنوب اليمني المحتل ، إلى أكثر من 22 سلطنة وإمارة ومشيخة ، وربط
هذه السلطنات والإمارات والمشيخات بالإدارة الاستعمارية، من خلال ما كانت تسمى
بمعاهدات الحماية والصداقة بينها وحكومة بريطانيا، كما حرصت على تحويل هذه
الكيانات السلاطينية إلى دويلات لكل منها هياكلها الإدارية والجمركية والأمنية
بالإضافة إلى حدودها المستقلة عن الأخرى !!
في هذا السياق كان مشروع توطين مسلمي دول الكومنولث الاستعماري البريطاني
في عدن يستهدف طمس عروبة مدينة عدن التي كانت تخضع لإدارة وزارة المستعمرات
البريطانية مباشرة، ولا ترتبط بمعاهدة حماية وصداقة مع الحكومة البريطانية على
غرار الوضع السائد في بقية إمارات وسلطنات ومشيخات الجنوب المحتل، والتي كانت
تنقسم إلى مجموعتين : الأولى وهي المحميات الشرقية ، والثانية وهي المحميات
الغربية ممثلة في سلطنتي حضرموت القعيطي والكثيري وسلطنة المهرة وسقطرى .
ولا نبالغ حين نقول ان شعار (عدن للعدنيين) الذي رفعته الجمعية
العدنية الكبرى في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن العشرين، دشـّن
أولى معارك الدفاع عن الهوية العربية لمدينة عدن في مواجهة مشروع توطين المهاجرين
من مسلمي الكومنولث ، من خلال المطالبة بفرض اللغة العربية كلغة رسمية للمعاملات
الرسمية، وتعيين أبناء مدينة عدن في الوظائف العليا والحيوية التي كان يشغلها
مسلمو دول الكومنولث في الأجهزة الحكومية والمؤسسات الخدمية والأمنية والبنوك
والميناء والمطار والبلديات.
صحيح ان مشروع توطين مسلمي الكومنولث لقي دعما من بعض رجال الدين المحسوبين
على جماعة "الأخوان المسلمين" الذين ساندوه بالفتاوى وخطب الجمعة
والأحاديث الدينية عبر إذاعة عدن الاستعمارية
وعلى رأسهم الشيخان محمد بن سالم البيحاني ومحمد علي باحميش اللذان لم
يترددا في تأييد مشروع توطين المهاجرين من مسلمي الكومنولث البريطاني في عدن ،
باعتباره ( فريضة شرعية) بحسب وجهة نظرهم الفقهية .
لكن مجابهة هذا المشروع لم تنحصر فقط على الجمعية العدنية
الكبرى بل أن المجتمع المدني بأسره لعب دورا كبير وحاسما في هذه المجابهة ، من
خلال الاضرابات والمظاهرات والمقالات المنشورة في الصحافة الوطنية ونشاط المثقفين
والفنانين والنوادي الثقافية والفرق الموسيقية ورجال الدين الوطنيين الذين تأثروا
بالأفكار القومية التحررية واليسارية ، وفي مقدمتهم الشيخ عبدالله محمد حاتم
والشيخ عبدالمجيد الأصنج والشيخ محمد العبادي وغيرهم من رجال الدين الذين كانوا
يدافعون عن الهوية اليمنية للجنوب المحتل ويدعون إلى تحريره من الاستعمار وتحقيق
الوحدة اليمنية كخطوة على طريق الوحدة العربية.
ولازال الجيل الذي عاش تلك الأحداث يتذكر الفعاليات الوطنية التي دافعت عن
الهوية العربية واليمنية للجنوب المحتل في مواجهة مشروع توطين المهاجرين من بلدان
الكومنولث البريطاني ، ومن بين تلك الفعاليات أغنية شهيرة للفنان الكبير محمد مرشد
ناجي كتب كلماتها الشاعر الراحل لطفي جعفر أمان و قال فيها :
امنعوا الهجرة .. انها خطرة
امنعوا الاجنبي من دخول الوطن
يا شباب .. يا شباب
اعلنوا الاضراب .. واغلقوا كل باب
في سبيل الوطن
ولئن كان الدفاع عن الهوية اليمنية والعربية لمدينة عدن في مواجهة مشروع
توطين مسلمي دول الكومنولث البريطاني قد مهد الطريق لارتفاع شعارات الوحدة اليمنية
والاستقلال في منتصف الخمسينات على إثر ظهور الطبقة العاملة اليمنية في عدن كقوةٍ
سياسية منظمة في نقابات، وانتشار الأفكار القومية واليسارية لثورة 23 يوليو بقيادة
الرئيس جمال عبدالناصر وحركة القوميين العرب وحزب البعث العربي الاشتراكي والحركة
اليسارية العربية عموما ، إلا أن مواجهة مشروع توطين مسلمي الكومنولث دفاعًا عن
الهوية العربية واليمنية لمدينة عدن، دقت ناقوس الخطر في أوساط الإدارة
الاستعمارية التي استشعرت خطورة ظهور الشعارات والحركات السياسية التي تربط بين
الاستقلال والوحدة اليمنية ، الأمر الذي أجبر الاستعمار البريطاني على التراجع عن
محاولات طمس الهوية العربية لمدينة عدن من خلال مشروع توطين مسلمي الكومنولث، والانتقال الى تسويق مخطط استعماري
جديد وهو مشروع "الجنوب العربي"
بهدف محاصرة وإجهاض الحركة الوطنية الجديدة التي رفعت شعارات الاستقلال والوحدة
اليمنية، ونجحت في استخدام الغناء والموسيقى والفنون والكتابات الصحفية والمسرح
وكل أشكال التربية الثقافية الوطنية في المدارس والأندية الرياضية والجمعيات الأهلية لصياغة الوجدان الوطني
للمجتمع ا كأساس منيع للهوية اليمنية للجنوب المحتل ، التي وجدت عمقها الإستراتيجي
في قيام ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، وإسقاط
النظام الإمامي الاستبدادي وقيام النظام الجمهوري في شمال الوطن ، وتحرير
الجنوب المحتل من الاستعمار، والغاء كافة الكيانات السلاطينية والمشيخية التي كانت
منضوية في إطار ما كان بسمى ( اتحاد الجنوب العربي ) وسلطنات المناطق الشرقية التي
بقيت خارج ذلك الاتحاد.
بركان دمت- الدولة : عدد الرسائل : 26
نقاط : 36
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
14/04/14, 04:17 am من طرف a.k.
» قبيلة الواقدي في عمار
20/11/13, 10:53 pm من طرف ابن السعيده
» ( تعز وعمار) اوجه الشبة بين القبائل والقرى والحصون :
17/11/13, 06:57 am من طرف مسعد الكشادي
» الطموح السياسي لرئيس الغرفة التجارية بمحافظة الضالع
31/10/13, 10:11 pm من طرف بنت الورد
» بشرى الى كل مرضى البرص او البهاق علاج فعال %100
24/09/13, 08:47 pm من طرف mohammed22
» الثورة اليمنية وعبده الجندي
20/09/13, 05:08 pm من طرف عابر سبيل
» اخوان دمت والاصلاح
28/07/13, 06:48 pm من طرف بنت الورد
» برنامج الإتصال المجاني tango وصل للكمبيوتر
27/04/13, 03:00 am من طرف مطعم الذيب
» "سكايب" يتعاون مع الأجهزة الحكومية للتنصت على المكالمات
27/04/13, 02:45 am من طرف زائر